لَهِيَ الْحَيَوانُ) وربما ترك ذكر الدار نحو قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ) وقد توصف الدار بالآخرة تارة وتضاف إليها تارة نحو : (وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) ـ (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) وتقدير الإضافة دار الحياة الآخرة. وأخر معدول عن تقدير ما فيه الألف واللام وليس له نظير فى كلامهم ، فإن أفعل من كذا إما أن يذكر معه من لفظا أو تقديرا فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، وإما أن يحذف منه من فيدخل عليه الألف واللام فيثنى ويجمع. وهذه اللفظة من بين أخواتها جوز فيها ذلك من غير الألف واللام ، والتأخير مقابل للتقديم ، قال تعالى (بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) ـ (ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) ـ (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) ـ (رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وبعته بأخرة أي بتأخير أجل كقوله : (نَظْرَةً). وقولهم : أبعد الله الأخر أي المتأخر عن الفضيلة وعن تحرى الحق.
(إذ) : قال تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) أي أمرا منكرا يقع فيه جلبة ، من قولهم : أدت الناقة تئد أي رجعت حنينها ترجيعا شديدا. والأديد الجلبة ، وأد قيل من الود أو من أدت الناقة.
(أداء) : الأداء : دفع الحق دفعة وتوفيته كأداة الخراج والجزية ورد الأمانة قال تعالى : (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ) ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) وقال : (وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) وأصل ذلك من الأداة ، يقال : أدوات تفعل كذا أي احتلت وأصله تناولت الأداة التي بها يتوصل إليه ، واستأديت على فلان نحو استعديت.
(آدم) : أبو البشر ، قيل سمى بذلك لكون جسده من أديم الأرض ، وقيل لسمرة فى لونه يقال : رجل آدم نحو أسمر ، وقيل سمى بذلك لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة ، كما قال تعالى : (أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) ويقال : جعلت فلانا أدمة أهلى أي خلطته بهم ، وقيل سمى بذلك لما طيب به من الروح المنفوخ فيه المذكور فى قوله : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) : وجعل له به العقل والفهم والرواية التي فضل بها على غيره كما قال تعالى : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) وذلك من قولهم الإدام وهو ما يطيب به الطعام. وفى الحديث : «لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما» أي يؤلف ويطيب.