كالجمادات والحيوانات وإما بالتسخير والإرادة معا كبعض الناس ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء : الله محبوب الأشياء كلها وعليه دل قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) وقيل أصله من لاه يلوه لياها أي احتجب قالوا وذلك إشارة إلى ما قال تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) والمشار إليه بالباطن فى قوله تعالى : (وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) وإله حقه أن لا يجمع إذ لا معبود سواه لكن العرب لاعتقادهم أن هاهنا معبودات جمعوه فقالوا الآلهة قال تعالى : (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) وقال : (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) وقرئ وإلا هتك أي عبادتك. ولاه أنت أي لله وحذف إحدى اللامين. اللهم قيل معناه يا الله فأبدل من الياء فى أوله الميمان فى آخره وخص بدعاء الله ، وقيل تقديره يا الله أمنا بخير ، مركب تركيب حيهلا.
(إلى) : إلى حرف يحد به النهاية من الجوانب الست ، وألوت فى الأمر قصرت فيه ، هو منه كأنه رأى فيه الانتهاء وألوت فلانا أي أوليته تقصيرا نحو كسبته أي أوليته كسبا ، وما ألوته جهدا أي ما أوليته تقصيرا بحسب الجهد فقولك جهدا تمييز ، وكذلك ما ألوته نصحا وقوله تعالى : (لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) منه. أي لا يقصرون فى جلب الخبال وقال تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) قيل هو يفتعل من ألوت وقيل هو من آليت حلفت وقيل نزل ذلك فى أبى بكر وكان قد حلف على مسطح أن يزوى عنه فضله ورد هذا بعضهم بأن افتعل قلما يبنى من أفعل إنما يبنى من فعل وذلك مثل كسبت واكتسبت وصنعت واصطنعت ورأيت وارتأيت. وروى لا دريت ولا ائتليت وذلك افتعلت من قولك ما ألوته شيئا كأنه قيل ولا استطعت وحقيقة الإيلاء والأولية الحلف المقتضى لتقصير فى الأمر الذي يحلف عليه وجعل الإيلاء فى الشرع للحلف المانع من جماع المرأة وكيفيته وأحكامه مختصة يكتب الفقه (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ) أي نعمه ، الواحد ألا وإلى نحو أنا وإنى لواحد الآناء. وقال بعضهم فى قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) إن معناه إلى نعمة ربها منتظرة وفى هذا تعسف من حيث البلاغة ، وألا للاستفتاح ، وإلا للاستثناء ، وأولاء في قوله تعالى : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ) وقوله أولئك اسم مبهم موضوع للإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث ولا واحد له من لفظه ، وقد يقصر نحو قول الأعشى :