(مِنْ خَلْفِهِمْ) يريد الذين من خلفهم قد بقوا بعدهم وهم قد تقدموهم.
(أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) بدل من الذين. والمعنى : ويستبشرون بما تبين لهم من حال من تركوا خلفهم من المؤمنين وهو أنهم يبعثون آمنين يوم القيامة ، بشرهم الله بذلك فهم يستبشرون به.
١٧١ ـ (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) :
(يَسْتَبْشِرُونَ) كرر ليعلق به ما هو بيان لقوله (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) من ذكر النعمة والفضل وأن ذلك أجر لهم يجب فى عدل الله وحكمته أن يحصل لهم ولا يضيع.
(وَأَنَّ اللهَ) قرئ بالفتح عطفا على النعمة والفضل ، وبالكسر ، على الابتداء ، وعلى أن الجملة اعتراض.
١٧٢ ـ (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) :
(الَّذِينَ اسْتَجابُوا) مبتدأ ، خبره (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) ، أو صفة لقوله (الْمُؤْمِنِينَ) فى الآية السابقة ، أو منصوب على المدح.
وكان أبو سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد وبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأراد أن يرهبهم ويريهم من نفسه وأصحابه قوة ، فندب أصحابه للخروج فى طلب أبى سفيان وقال : لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع جماعة حتى بلغوا حمراء الأسد ، وهى من المدينة على ثمانية أميال ، وكان بأصحابه القرح فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الأجر ، وألقى الله الرعب فى قلوب المشركين فذهبوا.
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ) للنبيين.