(ساءَ ما يَعْمَلُونَ) فيه معنى التعجب ، كأنه قيل : وكثير منهم ما أسوأ عملهم.
٦٧ ـ (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) :
(بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) جميع ما أنزل إليك.
(وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ) وإن لم تبلغ جميعه كما أمرتك.
(فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) فلم تبلغ إذا ما كلفت من أداء الرسالات ، ولم تؤد منها شيئا قط ، وذلك أن بعضها ليس بأولى بالأداء من بعض ، وان لم تؤد بعضها فكأنك أغفلت أداءها جميعا.
(وَاللهُ يَعْصِمُكَ) عدة من الله بالحفظ والكلاءة. أي والله يضمن لك العصمة من أعدائك فما عذرك فى مراقبتهم؟
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) أي إنه لا يمكنهم مما يريدون من إنزاله بك من الهلاك.
٦٨ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) :
(لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ) أي على دين يعتد به حتى يسمى شيئا لفساده وبطلانه.
(فَلا تَأْسَ) فلا تتأسف عليهم لزيادة طغيانهم وكفرهم ، فإن ضرر ذلك راجع إليهم لا إليك.
٦٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) :
(وَالصَّابِئُونَ) رفع على الابتداء وخبره محذوف ، والنية به التأخر عما فى حيز (إِنَ) من اسمها وخبرها ، كأنه قيل : إن الذين آمنوا والذين