(لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) أي إن شركهم وشرك آبائهم ، وتحريمهم ما أحل الله ، بمشيئة الله وإرادته ، ولو لا مشيئته لم يكن شىء من ذلك.
(كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي جاءوا بالتكذيب المطلق ، لأن الله عزوجل ركب فى العقول وأنزل فى الكتب ما دل على غناه وبراءته من مشيئة القبائح وإرادتها ، والرسل أخبروا بذلك ، فمن علق وجود القبائح من الكفر والمعاصي بمشيئة الله وإرادته فقد كذب التكذيب كله ، وهو تكذيب الله وكتبه ورسله.
(حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا) حتى أنزلنا عليهم العذاب بتكذيبهم.
(قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ) من أمر معلوم يصح الاحتجاج به فيما قلتم.
(فَتُخْرِجُوهُ لَنا) وهذا من التهكم ، والشهادة بأن مثل قولهم محال أن يكون له حجة.
(إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ) فى قولكم هذا.
(إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) مقدرون الأمر كما تزعمون ، أو تكذبون.
١٤٩ ـ (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) :
(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) يعنى فإن كان الأمر كما زعمتم أن ما أنتم عليه بمشيئة الله فلله الحجة البالغة عليكم على قود مذهبكم وطبقه.
(فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) منكم ومن مخالفيكم فى الدين ، لأن المشيئة تجمع بين ما أنتم عليه وبين ما هم عليه.
١٥٠ ـ (قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) :