مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :
(إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) تسليم لقولهم ، وأنهم بشر مثلهم. يعنون أنهم مثلهم فى البشرية وحدها ، أما ما وراء ذلك فما كانوا مثلهم.
(وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) بالنبوة.
(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) أي ان الإتيان بالآية التي اقترحتموها ليس إلينا ولا فى استطاعتنا ، وما هو الا أمر يتعلق بمشيئة الله.
(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) أمر منهم للمؤمنين كافة بالتوكل.
١٢ ـ (وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) :
(وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ) أي : وأي عذر لنا فى أن لا نتوكل على الله.
(وَقَدْ هَدانا) وقد فعل بنا ما يوجب توكلنا عليه.
(فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) أي فليثبت المتوكلون على ما استحدثوا من توكلهم ، إذ التوكل الأول فى الآية السابقة لاستحداث التوكل.
١٣ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) :
(لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) ليكونن أحد الأمرين لا محالة ، اما إخراجكم واما عودكم حالفين على ذلك.
(لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) حكاية تقتضى إضمار القول أو اجراء الإيحاء مجرى القول لأنه ضرب منه.
١٤ ـ (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ) :