وهذا جواب عما دسوه تحت قولهم : ائت بقرآن غير هذا ، من اضافة الافتراء اليه.
١٧ ـ (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) :
(مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) يعنى افتراء المشركين على الله فى قولهم : انه ذو شريك وذو ولد.
وأن يكون المراد تفادى ما أضافوه اليه من الافتراء.
١٨ ـ (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) :
(ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) الأوثان التي هى جماد لا تقدر على نفع ولا ضر.
(هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) يعنى ما جرى على ألسنة بعضهم : إذا كان يوم القيامة شفعت لى اللات والعزى.
(أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ) أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو إنباء بما ليس بالمعلوم لله ، وإذا لم يكن معلوما له ، وهو العالم المحيط بجميع المعلومات ، لم يكن شيئا ، لأن الشيء ما يعلم ويخبر عنه ، فكان خبرا ليس له مخبر عنه.
(فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) تأكيد لنفيه ، لأن ما لم يوجد فيهما فهو منتف معدوم.
(عَمَّا يُشْرِكُونَ) ما ، موصولة ، أو مصدرية ، أي عن الشركاء الذين يشركونهم به ، أو عن إشراكهم.
١٩ ـ (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) :