وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) :
(وَجَرَيْنَ) للفلك.
(جاءَتْها) جاءت الريح الطيبة ، أي تلقتها. وقيل : الضمير للفلك.
(مِنْ كُلِّ مَكانٍ) من جميع أمكنة الموج.
(أُحِيطَ بِهِمْ) أي أهلكوا.
(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) من غير اشراك ، لأنهم لا يدعون حينئذ غيره.
(لَئِنْ أَنْجَيْتَنا) على إرادة القول ، أو لأن (دعوا) من جملة القول.
٢٣ ـ (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :
(يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ) يفسدون فيها ويعبثون.
(مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا) بالنصب فى موضع المصدر المؤكد ، كأنه قيل : تتمتعون متاع الحياة الدنيا.
وقرئ : متاع ، بالرفع ، على : هو متاع الحياة الدنيا ، بعد تمام الكلام.
وقيل : هو خبر للمبتدإ الذي هو (بَغْيُكُمْ) ، و (عَلى أَنْفُسِكُمْ) صلته. وإذا نصبت فقوله (عَلى أَنْفُسِكُمْ) خبر غير صلة.
٢٤ ـ (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) :