الا انا مع ذلك نقول : يمكن الفرق بما ذكره ـ قدسسره ـ ويكون حاصل فرقه هذا إبداء المانع بعد تسليم المقتضي ، كما ان فرقه السابق انما هو بانتفاء المقتضى وعدمه.
هذا كله ظاهر بناء على ان يكون المراد بالصورة السابقة هنا وفي السابق هو صورة احتمال الاشتراك مع العلم الاجمالي ، وأما اذا كان المراد صورة اتحاد المعني فلا يرتبط قوله «ولئن سلم» ـ الخ بما علل به قوله «نعم» ـ الخ ، إلّا بأن يتكلف بأن يقال بخلاف الصورة السابقة وما نظر بها وقيس بها ، وهو صورة احتمال الاشتراك مع العلم الاجمالي بالوضع أو يفكك في المراد من الصورة السابقة في الموضعين بأن يراد بها في الأول صورة اتحاد المعنى ، وفي الثاني صورة احتمال الاشتراك مع العلم الاجمالي.
ويحتمل بعيدا أن يكون قوله «ولئن سلم» ـ الخ ، ناظرا الى الفرق بين متحد المعنى ومتكثر المعنى. وبيانه : أنا لا نسلم أولا ان الاستعمال ظاهر في الحقيقة في صورة تعدد المعنى لقصور المقتضي ، ولئن سلم نقول : يمكن الفرق بابداء المانع ، وحينئذ فاما أن يكون المراد بالصورة السابقة في الموضعين صورة اتحاد المعنى ، واما أن يراد في الموضعين صورة تكثر المعنى مع العلم الاجمالي ، ويتكلف في ارتباط قوله «بخلاف الصورة السابقة» بما نحن فيه بأن يقال : بخلاف الصورة السابقة وما ألحق بها أولى منها واما أن يفكك.
ونحن ـ وان كثرنا الوجوه والاحتمالات تشحيذا للذهن وتقوية للفكر ـ إلّا أن الظاهر هو كون قوله «ولئن سلم» ـ الخ ، ناظر الى ما علل قوله «نعم» ـ الخ ، وكون المراد بالصورة السابقة في الموضعين هو صورة تعدد المعنى مع العلم الاجمالي ، ويكون الكاف في قوله «كما في الصورة السابقة» للتمثيل لا للتشبيه ـ فافهم بعون الله تعالى.