مع ابن الكوّاء
أمّا ابن الكوّاء ، فهو خبيث دنس قد اترعت نفسه بالزندقة والمروق من الدين ، وكان من سعة حلم الإمام عليهالسلام وعظيم أخلاقه أن فسح المجال لهذا الوضر الخبيث بالتطاول عليه ، ولم يتّخذ معه الإجراءات الصارمة فيعتقله أو ينفيه ، وقد آل أمر هذا الخبيث أن صار من عيون الخوارج ، فكان يجابه الإمام بالكلمات القاسية فيقول له : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) (١).
فيجيبه الإمام الممتحن بقوله تعالى :
( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ) (٢).
وعلى أي حال فقد جرت بين الإمام وابن الكوّاء عدّة مناظرات لم يكن غرض ابن الكوّاء الوقوف على الواقع والتعرّف على الحقّ ، وإنّما غرضه امتحان الإمام وازعاجه ، ومن بين تلك المناظرات ما يلي :
ابن الكوّاء : أخبرني عن بصير بالليل وبصير بالنهار؟
وعن أعمى بالليل وأعمى بالنهار.
وعن أعمى بالليل بصير بالنهار.
__________________
(١) الزمر : ٦٥.
(٢) الروم : ٦٠.