احتجاجه على أبي بكر
تقلّد أبو بكر الخلافة واستولى على أزمة الحكم وذلك بجهود حزبه ، وفي طليعتهم مستشاره ووزيره عمر بن الخطّاب ، فقد دفع الناس دفعا لمبايعته ، وقد لعبت درّته في الميدان ، ولولاه لما تمّت البيعة لأبي بكر ، وقد تخلّف عن بيعة أبي بكر بنو هاشم ، وأعلام الإسلام كعمّار بن ياسر وأبي ذرّ والزبير والمقداد وغيرهم ، كما تخلّف عن البيعة معظم أبناء الأوس والخزرج الذين كانوا يشكّلون العمود الفقري للقوّات الإسلامية ، فكانوا يرون أنّ الإمام عليهالسلام أحقّ وأولى بمركز الخلافة من غيره وذلك لنص النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه ، بالإضافة إلى مواهبه وعبقرياته وسائر ملكاته التي ترشّحه لقيادة الامّة.
وقد سارع أبو بكر إلى الإمام ليكسب رضاه ، ويضفي الشرعية على حكومته قائلا :
يا أبا الحسن ، والله ما كان الأمر منّي ولا رغبة فيما وقعت عليه ، ولا حرص عليه ، ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الامّة ، ولا قوّة لي بمال ، ولا كثرة بعشيرة ، ولا استئثار به دون غيري ، فما لك تضمر عليّ ما لم أستحقه منك ، وتظهر لي الكراهة لما صرت فيه ، وتنظر إليّ بعين الشنآن؟
واستخدم أبو بكر في حديثه الأساليب السياسية ، فأظهر زهده في الخلافة وعدم رغبته فيها ، وانّه لم تتوفّر في شخصيّته المؤهّلات التي ترشّحه لقيادة الامّة ...