احتجاج الإمام على المهاجرين
واحتجّ الإمام على المهاجرين باحتجاج صارم لأنهم وقفوا ضده ، وحالوا بينه وبين حقه ، فخاطبهم بأسى ولوعة قائلا :
« يا معشر المهاجرين والأنصار ، الله الله لا تخرجوا سلطان محمّد صلىاللهعليهوآله في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في النّاس وحقّه ، فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحقّ النّاس به ؛ لأنّا أهل البيت ونحن أحقّ بهذا الأمر منكم ، أما كان منّا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرّعيّة ، الدّافع عنهم الامور السّيّئة ، القاسم بينهم بالسّويّة ، والله إنّه لفينا فلا تتّبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله فتزدادوا عن الحقّ بعدا ... » (١).
ولو أنّ المهاجرين استجابوا لنداء الحق وآثروا الصالح العام لما عانت الامّة الأزمات الحادة ، على امتداد التأريخ الإسلامي.
إنّ الحسد لآل البيت عليهمالسلام قد نخر قلوبهم وألقاهم في شرّ عظيم ، وباعد بينهم وبين دينهم.
لقد اقصوا الاسرة النبوية عن قيادة الامّة ، وحالوا بينها وبين ما أراده الله
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ١١ ـ ١٢. شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٦ : ١١ ـ ١٢.