الإمام مع أعضاء الشورى
وأقام عمر بعد اغتياله نظام الشورى ، وهو نظام هزيل لا يحمل أي طابع من الشورى الواقعية التي تمثّل جميع قطاعات الشعب ، فقد حصرها في ستة أشخاص فكان معظمهم من الحاقدين على الإمام أمثال سعد بن أبي وقاص وطلحة وعثمان وعبد الرحمن بن عوف.
وحسب الدراسات العلمية التي لا تخضع للنزعات الطائفية إنّ الغرض من هذه الشورى اقصاء الإمام عن مركز الحكم ، وتسليمه إلى عثمان بن عفّان عميد الاسرة الأموية ، وقد تكلّمنا عن هذه الشورى وحلّلنا أبعادها في بعض بحوث هذا الكتاب.
وعلى أي حال فإنا نعرض لاحتجاج الامام على أعضاء الشورى فقد قال لهم :
« لن يسرع أحد قبلى إلى دعوة حقّ ، وصلة رحم ، وعائدة كرم. فاسمعوا قولي ، وعوا منطقي ؛ عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضى فيه السّيوف ، وتخان فيه العهود ، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة ، وشيعة لأهل الجهالة » (١).
وكان الإمام عليهالسلام رائد حق وداعية هداية في احتجاجه ، ولو انهم استجابوا له
__________________
(١) نهج البلاغة ـ محمّد عبده ٢ : ٣١.