احتجاج آخر للإمام
روى أبو الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا عليهالسلام يقول :
« بايع النّاس أبا بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع النّاس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسّيف ، ثمّ بايع النّاس عمر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به منه ، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع النّاس كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسّيف ، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذا لا أسمع ولا اطيع.
وإنّ عمر جعلني من خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلا عليهم في الصّلاح ، ولا يعرفونه لي كلّنا فيه شرع سواء ، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيّهم ولا أعجميّهم ولا معاهد منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت » (١).
وأنت تري في هذه الكلمات مدى الصدعة والأسى التي في نفس الإمام عليهالسلام من القوم الذين استهانوا بمكانته وعاملوه معاملة عادية ، وتنكروا لجميع حقوقه ، وقد امسك الإمام عن استعمال القوة في ارجاع حقه ، وذلك خوفا على ردة المسلمين ، وانتكاس الدين ، وضياع الرسالة الإسلامية.
__________________
(١) فرائد السمطين ١ : ٣٢٠.