وأورد عنه ابن حزم في الأحكام انه قال ، إن رسول الله (ص) قال.
«ما بلغكم عني من قول حسن لم أقله ، فأنا قلته» (١).
لم يكتف أبو هريرة بما وضعه من الأحاديث التي نسبها الى الرسول بدافع الكيد للإسلام وإرضاء لسيده معاوية بن أبي سفيان ، بل هيأ لغيره أسباب الوضع ومناسباته ، فنسب الى رسول الله هذا النوع من الحديث ، ليكون أساسا لكل من يحاول الدس والكذب والتشويش على الإسلام ومبادئه ، بحجة انهم يكذبون للرسول لا عليه ، كما ذكر بعض الرواة.
وبعد ان ذكر الأستاذ أبو ريّة أقسام الوضع في الحديث وأسبابه وكيف شاع وانتشر بعد عصر الصحابة ، تعرض لجماعة ممن اشتهروا بالوضع في عصر الصحابة وكانوا المرجع الأول لمن جاء بعدهم من الوضاعين.
قال تحت عنوان الاسرائيليات في الحديث (٢) :
ولما كان أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ، لأنهم بزعمهم شعب الله المختار ، فلا يعترفون لأحد غيرهم بفضل ، ولا يقرون لنبي بعد موسى برسالة ، فإن رهبانهم وأحبارهم لم يجدوا بدا ، وبخاصة بعد ان غلبوا على أمرهم وأخرجوا من ديارهم ، من أن يستعينوا بالمكر ويتوسلوا بالدهاء ، لكي يصلوا الى ما يبتغون ، فهداهم المكر اليهودي الى ان يتظاهروا بالإسلام ويطووا أنفسهم على دينهم ، حتى يخفى
__________________
(١) الاضواء ص ١٠١.
(٢) صفحة ١٠٨.