قائمة الکتاب
الفصل الأول :
الفصل الثاني :
الفصل الثالث :
أثر المنع من تدوين الحديث والفقه على التشريع الاسلامي
١٦٤الفصل الرابع :
إعدادات
تاريخ الفقه الجعفري
تاريخ الفقه الجعفري
تحمیل
كيدهم ، ويجوز على المسلمين مكرهم ، قد كان أقوى هؤلاء الكهان دهاء وأشدهم مكرا ، كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سبأ.
ولما وجدوا ان حيلهم قد راجت بما أظهروه من كاذب الورع والتقوى ، وان المسلمين قد سكنوا إليهم واغتروا بهم ، جعلوا أول همهم ان يضربوا المسلمين في صميم دينهم ، وذلك بأن يدسوا إلى أصوله التي قام عليها ما يريدون من أساطير وخرافات وأوهام وترهات.
ولما عجزوا عن ان ينالوا من القرآن الكريم لأنه قد حفظ بالتدوين واستظهره الآلاف من المسلمين ، وانه قد أصبح بذلك في منعة من ان يزاد فيه كلمة ، أو يندس فيه حرف ـ اتجهوا الى الحديث عن النبي ، فافتروا ما شاءوا ان يفتروا عليه من الأحاديث التي لم تصدر عنه. وأعانهم على ذلك ان ما تحدث به النبي في حياته لم يكن محدود المعالم ، ولا محفوظ الأصول ، لأنه لم يدون في عهده كما دون القرآن ، ولا كتبه صحابته من بعده ، وان باستطاعة كل ذي هوي أو دخيلة سوء ان يتدسس اليه بالافتراء ويسطو عليه بالكذب. ويسر لهم كيدهم ان وجدوا الصحابة يرجعون إليهم في معرفة ما لا يعلمون من أمور العالم الماضية.
فالكاتب المذكور يرى ان عدم تدوين الأحاديث في حياة الرسول وبعده ، قد هيأ لهؤلاء سبيل الكذب على الرسول والكيد للإسلام. وهؤلاء هم الذين يسروا لمن جاء بعدهم أن يروي عن الرسول ما يمليه عليه الهوى ، وان يتزلف الى الحكم بالافتراء على الله ورسوله ، للتمويه على الناس بشرعية خلافتهم ، وتبرير ما يقومون به من اجرام وعدوان وتحكم في الأمة ومقدراتها.
ولو ترك المسلمون ، بعد وفاة الرسول وشأنهم ، يدونون الحديث