ومن دخلها فبرحمته. طوبى للشام ، ان الرحمن لباسط رحمته عليه ، ويبعث الله من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين ألفا يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب» (١).
ليس من الغريب ان يبسط الله سبحانه رحمته على الشام لأن بها معاوية وولده يزيد وأتباعهما الطغاة ، ويقبضها عن مدينة الرسول (ص) وان ضمت إليها جسده الطاهر وأجساد الصفوة من المسلمين ، الذين جاهدوا الكفار والمنافقين ، أمثال معاوية وابي سفيان وغيرهما من مشركي قريش.
ويجب ان يكون لمدينة حمص هذا الشأن العظيم عند الله سبحانه ، بعد ان سكنها كعب الأحبار وضمت رفاته بعد موته ، ورفات أنصار معاوية وأعوانه الذين عاثوا في الأرض فسادا وقتلوا الصلحاء والأبرياء.
وبعد ان تكلم الأستاذ أبو ريّة عن طائفة من الوضاع ، الذين استغلوا عدم تدوين الحديث في الفترة التي تلي وفاة الرسول ـ بتجرد وإخلاص ، مستعملا دينه ومنطقه السليم ، في جميع ابحاثه حول هذه المواضيع ـ انتقل الى شيخ الوضاع ، عميل الأمويين أبي هريرة الذي دخل في الإسلام قبل وفاة الرسول بثلاث سنين ، وترك من الحديث عنه أكثر من ستة آلاف حديث ، مع العلم بان جميع صحابة الرسول الذين عاشروه طيلة حياته وفي جميع أوقاته ، ومن بينهم علي بن أبي طالب (ع) ، باب مدينة العلم ، لم تسجل لهم كتب الحديث ، مجتمعين ، ما سجلته لأبي هريرة ، الذي دخل الإسلام في الأيام الأخيرة من حياة الرسول (ص).
__________________
(١) الاضواء صفحة ١٣١.