أينما ذهبت ويجدو لركبها إذا ركبت. وفي رواية ابن قتيبة : كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، وانه أسلم في غزوة خيبر ، بعد ان تخطى الثلاثين من عمره ، وصحب النبي (ص) ليشبع بطنه. كما جاء في حديث رواه احمد والشيخان ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن الأعرج. قال ، سمعت أبا هريرة يقول : اني كنت امرءا مسكينا ، اصحب رسول الله على ملء بطني.
وكان يفضل جعفر بن أبي طالب على جميع الصحابة ، حتى على أخيه علي (ع) ، لأنه كان كثير الإحسان إلى الفقراء ، والإطعام للمساكين. ومن ألقابه المحببة الى نفسه (شيخ المضيرة) وهي نوع خاص من الطعام الذي كان يعده له معاوية ، ومن أطايب طعامه ، وجاء عنه أنه قال : مضيرة معاوية أدسم وأطيب ، والصلاة خلف علي أفضل. وقد مضى الأستاذ أبو ريّة في حديثه عن جشع هذا الشيخ وشرهه ، وأنه لم يكن يتصور من الدنيا إلا ان يشبع بطنه مهما كلفه ذلك من ثمن. وبلغ به الحال أنه قال ، كما نقل عنه الثعالبي : ما شممت رائحة أطيب من رائحة الخير ، وما رأيت فارسا أحسن من زبد على تمر (١).
قال الأستاذ أبو ريّة : ولكثرة ما رواه من الأحاديث عن الرسول استخف به الناس وبأحاديثه. فعن ابي رافع : ان رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلة وهو يتبختر فيها ، فقال : يا أبا هريرة ، إنك تكثر الحديث عن رسول الله ، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا ، فقال ، سمعت أبا القاسم يقول : ان رجلا ممن كان قبلكم ، بينما هو يتبختر في
__________________
(١) الاضواء صفحة ١٥٨ نقلا عن خاص الخاص للثعالبي صفحة ١١٢ جلد ٢.