الشكر
«إن مادة «الشكر» في اللغة تدل على الكرم والسخاء .. يقال : شكر فلان ـ بوزن علم ـ صار سخيا بعد أن كان شحيحا ، وتدل على الزيادة والنمو ، فيقال : ناقة شكرة ـ بكسر الكاف أي تعتلف أيّ علف كان ، فتزيد ويصبح ضرعها ملآن ، والدابة الشكور هي التي يكفيها قليل العلف ، فتسمن عليه وتصلح.
وقد عرّف الأصفهاني «الشكر» بأنه تصور النعمة وإظهارها ، وضده الكفر ، وهو نسيان النعمة وسترها ، وقيل إن الشكر هو الامتلاء من ذكر المنعم. وقال الجوهري في «تهذيب اللغة» نقلا عن الليث : إن الشكر هو عرفان الاحسان ونشره وحمد موليه ، وتوسع البعض في تصوير الشكر فوصفه بأنه مقابلة النعمة بالفعل والقول والنية ، فيثني على المنعم بلسانه ، ويذيب نفسه في طاعته ، ويعتقد أنه موليها. والشكور من عباد الله تعالى هو الذي يجتهد في شكر ربه ، بطاعته وأداء ما وجب عليه من عبادته. وقال العلماء إن الشكر مثل الحمد ، إلا أن الحمد أعم منه ، فأنت تحمد الانسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ، ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته. والشكر يتضمن الرضى وزيادة ، لأن الشكر الكامل هو ما كان بالقلب واللسان والعمل ، وهذا يندرج تحته معنى الرضى ، ولذلك كانت منزلة الشكر عند الصوفية فوق منزلة الرضى.