العزة
«العزة» كلمة فيها معنى القوة والشدة والغلبة ، والعزيز : هو الغالب لسواه ، ولذلك عرّف القدماء العزة بأنها صفة مانعة للانسان من أن يغلبه غيره ، وكلمة «العزة» مأخوذة من قول العرب : أرض عزاز ، أي صلبة ، ويقال : عزّ فلان ، إذا برىء وسلم من الذل والهوان ، والمادة كلها توحي بمعاني القوة والشدة والارتفاع والامتناع ، فيقال : عزّني فلان ، أي غلبني ، ومنه قول القرآن الكريم : (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ). ويقال : عز على نفسي غيابك ، أي صعب ، ومنه قول القرآن (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) ، ويقال : عزّ الوفاء بين الناس ، أي قلّ وجوده ، ومنه قول القرآن : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) أي يصعب مناله ولا يوجد مثاله.
ومن أوصاف الله تعالى وأسمائه : «العزيز» أي الغالب القوي ، الذي لا يغلبه شيء ، وهو أيضا «المعز» الذي يهب العزة لمن يشاء من عباده ، وقد تكرر وصف الله تعالى بوصف «العزيز» في القرآن ما يقرب من تسعين مرة.
وقد أشار كتاب الله المجيد إلى أن العزة خلق من أخلاق المؤمنين التي يجب أن يتحلوا بها ، ويحرصوا عليها ، فقال : (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) ، وقال عن عباده الأخيار : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) .. وقال : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ). والشدة على الكافرين تستلزم العزة وقال : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). وهذا يقتضي أن يكونوا أعزاء.