وعقوبته ، ولا يمكن هذا إلا بعد معرفته ، ومعرفة ما يرضيه وما يسخطه ، ولا يعرف هذا إلا من فهم كتاب الله تعالى ، وعرف سنة نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وسيرة سلف الأمة الصالح ، مطالبا نفسه بالاهتداء بذلك كله ، فمن صبر وصابر ورابط ، لأجل حماية الحق وأهله ، ونشر دعوته ، واتقى ربه في سائر شؤونه ، فقد أعد نفسه بذلك للفلاح والفوز بالسعادة عند الله تعالى».
وهناك صلة بين التقوى والبر الذي هو جماع الفضائل ومجموعة أعمال الخير ، ولذلك يقول القرآن الكريم في سورة البقرة : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى). وكذلك أشار القرآن إلى الصلة الوثيقة بين التقوى والإيمان ، حتى قال بعض المفسرين إنه لا اعتداد بالإيمان في الآخرة إلا إذا صحبته التقوى ، وكانت أثرا له في النفس والعمل الصالح ، وهناك آيات كثيرة تشير إلى ارتباط الإيمان بالتقوى ، فالله تعالى يقول في سورة البقرة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ). ويقول في سورة المائدة : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ). ويقول في سورة الأعراف : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ). ويقول في سورة آل عمران : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ). ويقول في سورة يونس : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ ، لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ويقول في سورة يوسف : (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ). ويقول في سورة النمل : (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ).
ويصل القرآن بين التقوى والأمانة ، فيقول في سورة البقرة : (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ) ويصل بينها وبين الوفاء فيقول في سورة آل عمران : (بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ). ويصل بينها وبين الصبر ، فيقول في سورة يوسف : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ). ويقول في سورة آل عمران : «بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ