المراقبة
مادة «المراقبة» في لغة العرب تدل على الانصراف إلى مراعاة شيء ، وكذلك تدل على ملاحظة الرقيب ، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره يقال عنه إنه يراقب فلانا ويراعي جانبه ، فالمراقبة فيها معنى المراعاة والحفظ ، وفيها كذلك معنى الانتظار ، يقال : رقب فلان الموعد ، أي انتظره. وفي القرآن آيات تشير إلى هذا المعنى ، ففي سورة القمر : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) أي انتظر وتوقع ما يحصل لهم ، وفي سورة القصص (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خائِفاً يَتَرَقَّبُ) أي يترصد الأخبار ، أو يتوقع المكروه ؛ وفي السورة نفسها : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ) أي يتوقع لحوق الطالبين به. وفي سورة الدخان : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ). وفيها أيضا : (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ). وفي سورة هود : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ).
ومن الآيات القرآنية التي تشير إلى معنى الحفظ والمراعاة في مادة «المراقبة» قوله تعالى في سورة التوبة : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) أي ان يظفروا بكم لا يحفظوكم ولا يراعوا قرابة ولا عهدا. وكذلك جاء في السورة نفسها : (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ).
ومن أسماء الله تعالى «الرقيب» لأنه رقيب لعباده ؛ حفيظ عليهم ويعلم