أمور جعلتهم في موقع المدين له تعالى بنذر جديد .. وليس هناك إشارة إلى وفائهم فعلا ، فضلا عن أن يكون مشيرا إلى ذلك في المستقبل ..
رابعا : إن التعبير بيوفون ، يوحي بأن وفاءهم [عليهمالسلام] في المستقبل أيضا مضمون. من حيث إنه أخبر عن أن طريقتهم وسجيتهم الدائمة والملازمة هي الوفاء .. وهو ملكة لهم ، وبذلك يكون دالا على وفائهم في المستقبل أيضا ، وهذا إخبار من عالم الغيب والشهادة ، وشهادة تكريم كبرى لهم.
الوفاء بالنذر صفة أخلاقية :
إن الدافع إلى العمل بمقتضى النذر هو التعهد الذي أنشأه الناذر على نفسه ، حيث تدعوه أخلاقه والتزامه إلى الوفاء بذاك التعهد.
وهذا التعهد إنما نشأ عن معرفة بأن الله سبحانه قوي عزيز ، مالك عليم حكيم ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. وعن شعور بالفقر وبالحاجة إليه ، وعن التجاء له ، وتوكل عليه ، وثقة به ، تدفع إلى أن يطلب منه المعونة ، والتسديد ، والعطاء.
فلزوم الوفاء بالنذر إذن ، أمر يدركه الإنسان بفطرته ، وبعقله ، وبوجدانه ، وبكل وجوده .. فليس هذا الوفاء كسائر الواجبات المفروضة عليه ، والتي قد لا يدرك مراميها ، ولا يجد الدافع في كثير من الأحيان ، إلى الالتزام بها .. إلا الخوف من العقاب ، أو الطمع في الثواب.
والفطرة ، والعقل ، والشرع ، والوجدان ، وخصوصا الأخلاق ، هي العناصر الأهم في الإيمان ، وفي الالتزام بأحكامه ، والعمل بشرائطه ..
والخلل الأخلاقي والاستكبار هو الذي جعل إبليس شيطانا ، وأوصل فرعون إلى ادعاء الربوبية ، وممارسة ذلك الظلم العظيم على بني