ذات الإطعام .. لأن كلمة «على» إن كانت بمعنى مع ، أي مع وجود حب الإطعام ، فان هذا وإن كان يستبطن بعض المدح ، من حيث إن هذه الحاجة الشديدة لم تؤثر على حبهم للإطعام .. ولكنه يستبطن أيضا شيئا من الانتقاص من حقهم ، لأنهم إنما يطعمون ، انسجاما مع دواعي حب ذات الإطعام .. فليس في ذلك فضيلة متميزة لهم ، ولا يوجد جهد في هذا البذل ..
كما أنه إذا كان الإطعام مصاحبا لحبه ، فليس فيه خلوص ، وإخلاص يستحق هذا الثناء ، فلا يصح الحصر بكلمة «إنما» في قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) لأن الإطعام ليس لوجه الله فقط ، بل هو لأجل وجود دوافع أخرى لديهم ، تدعوهم إليه.
وإن كانت كلمة «على» داخلة على محذوف ، ليصير المعنى : على رغم الحب الموجود للإطعام ..
فضعفه أوضح وأبين ، إذ لا معنى لقولك : أنا أطعم رغم أني أحب أن أطعم .. بل المناسب القول : أنا أطعم رغم أني لا أحب أن أطعم.
هذا كله إذا كان المقصود أن الحب ذات الإطعام هو الداعي ، وأما إن كان حب الإطعام لا لذاته ، وإنما لأجل تحصيل رضا الله به ، أي أنه رغم جوعه ، فإنه يحب إطعام هذا الطعام لليتيم ، لأنه يرى أن ذلك يرضي الله تعالى ، فهذا يكون غاية في المدح لهم ، والثناء عليهم .. ولكن بشرط أن تكون كلمة «على» بمعنى مع الدالة على الترقي من الأدنى إلى الأعلى ..
هل يحب أهل البيت عليهمالسلام الطعام؟!
وعلى تقدير رجوع الضمير إلى الطعام ، لا إلى الإطعام ، قد يقول قائل : إنه لا معنى لنسبة حب الطعام إلى أهل البيت [عليهمالسلام] ، فإن