ـ وذكر خبرا مطولا عند الآية (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ ...) [البقرة : ٢٥٩].
ـ وذكر خبرا عند قوله تعالى : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ...) [آل عمران : ٥٢].
ـ وذكر خبر نزول المائدة وما فيها وما عليها عند قوله تعالى : (قالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ ...) [المائدة : ١١٥].
ترجمة الإمام البغوي (٤٣٦ ـ ٥١٦)
١ ـ التعريف به : هو الإمام الجليل العلامة الحافظ المسند الفقيه المفسر المقرئ ، صاحب المصنفات التي اشتهرت في الآفاق ، أحد من قام في عصره بنشر علوم الإسلام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي.
٢ ـ نسبته : اشتهرت نسبته بالبغوي ، وينسب أحيانا بالفراء أو ابن الفراء ، نسبة لعمل أو بيع الفراء.
ـ أما نسبته البغوي ، فهي إلى «بغ» أو «بغشور» والنسبة إلى بغشور على غير قياس.
ـ قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٤٦٧ :
بغشور بليدة بين هراة ومروالرّوذ ، شهر بهم من آبار عذبة ، وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة ، ويقال لها بغ أيضا ، رأيتها في شهور سنة ٦١٦ والخراب فيها ظاهر ، وقد نسب إليها خلق كثير من الأعيان.
ـ وقال الفيروزآبادىّ : بغشور ... وهو معرب كوشور ، أي الحفرة المالحة.
ـ وقال الزبيدي في «تاج العروس» ٢ / ٥٤ :
وهذا تعريف غريب فإن ـ بغ ـ بالفارسية البستان ، ولا ذكر للحفرة في الأصل ، إلا أن يقال : إن أرض البستان دائما تكون محفورة.
٣ ـ ولادته ونشأته وحياته العلمية :
ـ ولد رحمهالله سنة ٤٣٣ بذلك جزم ياقوت في «معجم البلدان» ١ / ٤٦٧.
ـ نشأ في بلدته بغشور ، وبها طلب العلم أولا ، فما زال يجد ويجتهد في تحصيل علوم الشريعة ، وبخاصة تفقهه بمذهب الشافعي حتى كان يميل فيه إلى الترجيح والتحقيق ، من غير تعصب لمذهبه بل كان يطلع على أقوال باقي الأئمة ، ويتعرف على أدلتهم.
ـ ومع ذلك كان يدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة.
ـ ولم يكتف بما حصله من علوم في بلدته بل رحل في طلب المزيد ، فرحل إلى مروالرّوذ فالتقى هناك بالإمام الفقيه القاضي الحسين بن محمد المرورّوذي الشافعي فأخذ عنه ، وتفقه عليه ، ولازمه زمنا ، وروى عنه.
ـ ثم رحل وطاف بلاد خراسان كطوس وسرخس وغير ذلك ، وسمع خلقا كثيرا من الحفاظ الأثبات ، وروى عنهم كتب الصحاح والسنن والمسانيد والأجزاء ، وجالس علماء اللغة وحمل عنهم الكثير.