في سبط ، وقيل : الملك والحكمة هو : العلم مع العمل ، [و] قوله تعالى : (وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) ، قال الكلبي وغيره : يعني صنعة الدروع ، فكان يصنعها ويبيعها ، وكان لا يأكل إلا من عمل يده ، وقيل : منطق الطير وكلام الجبل (١) والنمل. [والذر ، والخنفساء ، وحمار قبّان ، وما أشبههما مما لا صوت لها](٢) ، وقيل : هو الزبور ، وقيل : الصوت الطيب والألحان ، فلم يعط الله أحدا من خلقه مثل صوته ، وكان إذا قرأ الزبور تدنو الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها ، وتظلّه الطير مصيخة له ويركد الماء الجاري ، ويسكن الريح ، وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : هو أن الله تعالى أعطاه سلسلة موصولة بالمجرة ورأسها عند صومعته قوتها قوة الحديد ولونها لون النار وحلقها مستديرة مفصّلة (٣) بالجواهر مدسّرة بقضبان اللؤلؤ الرطب فلا يحدث في الهواء حدث إلا صلصلت السلسلة فيعلم (٤) داود ذلك الحدث ، ولا يمسّها ذو عاهة إلا برئ وكانوا يتحاكمون إليها بعد داود عليهالسلام إلى أن رفعت ، فمن تعدّى على صاحبه وأنكر له حقا أتى السلسلة فمن كان صادقا مدّ يده إلى السلسلة فتناولها ، ومن كان كاذبا لم ينلها ، فكانت كذلك إلى أن ظهر فيهم المكر والخديعة [فرفعت ، وقيل : رفعت السلسلة في زمن داود حين أوحى الله إليه ما كان من مكرهم](٥) ، فبلغنا أن بعض ملوكها أودع رجلا جوهرة ثمينة فلما استردّها أنكرها فتحاكما إلى السلسلة فعمد الذي عنده الجوهرة إلى عكاز فنقرها وضمنها الجوهرة واعتمد عليها حتى حضر [عند] السلسلة ، فقال صاحب الجوهرة : ردّ عليّ الوديعة ، فقال صاحبه : ما أعرف لك عندي من وديعة ، قال : فإن كنت صادقا فتناول السلسلة فتناولها بيده ، فقيل للمنكر : قم أنت فتناولها ، فقال لصاحب الجوهرة : خذ عكازتي هذه فاحفظها حتى أتناول السلسلة فأخذها المالك عنده ، ثم قام المنكر نحو السلسلة فأخذها ، فقال الرجل : اللهمّ إن كنت تعلم أن هذه الوديعة التي يدعيها عليّ قد وصلت إليه فقرب مني السلسلة ، فمدّ يده فتناولها فتعجّب القوم وشكّوا فيها [فأخبر داود بذلك فأوحى الله تعالى إليه أن الجوهرة كانت في عكاز المنكر وقد دفعه إلى المحق ، وفيه الجوهرة حتى تناول السلسلة](٦) ، فأصبحوا وقد رفع الله السلسلة [من بين أظهرهم](٧). قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) ، قرأ أهل المدينة ويعقوب «دفاع الله» بالألف هاهنا وفي سورة الحج ، وقرأ الآخرون بغير الألف ، لأن الله تعالى لا يغالبه أحد ، وهو الدافع وحده ، ومن قرأ بالألف قال : قد يكون الدفاع من واحد مثل قول العرب : أحسن الله عنك الدفاع ، قال [ابن عباس و] مجاهد (٨) : لو لا دفع الله الناس بجنود المسلمين لغلب المشركون على الأرض فقتلوا المؤمنين وخرّبوا المساجد والبلاد ، وقال سائر المفسّرين : لو لا دفع الله بالمؤمنين والأبرار عن الكفار والفجار لهلكت الأرض بمن فيها ولكن الله يدفع بالمؤمن عن الكافر ، وبالصالح عن الفاجر.
[٢٨٨] أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو عبد الله بن زنجويه أنا
__________________
[٢٨٨] ـ ضعيف جدا. إسناده ضعيف جدا ، يحيى بن سعيد العطار ، متروك الحديث ، وشيخه حفص بن سليمان ضعيف بسبب سوء حفظه ، والحمل في هذا الحديث على العطار ، فإنه روى مناكير ، وهذا منها.
ـ وأخرجه الطبري ٥٧٥٥ من طريق أبي حميد بهذا الإسناد.
__________________
(١) في المطبوع «الجعل» وفي ـ ط «الحكل» وهو ما لا يسمع له صوت ، والجميع محتمل والمثبت أقرب.
(٢) زيد في المطبوع وحده.
ـ قوله : حمار قبان : هو دويبّة. كما في القاموس.
(٣) في المخطوط «مفصصة».
(٤) في المطبوع «فعلم».
(٥) زيادة من المخطوط.
(٦) زيادة عن المخطوط.
(٧) زيادة عن المخطوط.
(٨) زيادة عن المخطوط و «الوسيط» (١ / ٣٦١)