وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم لا تعود ثم تعود ، قال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها ، قلت : ما هن؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، [فخلّيت سبيله فأصبحت ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما فعل أسيرك البارحة»؟ قلت : يا رسول الله زعم أنه يعلّمني كلمات ينفعني الله بها فخلّيت سبيله ، قال : «وما هي»؟ [قال :] قال لي : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أوّلها حتى تختم الآية (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وقال : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وكانوا أحرص الناس على الخير](١) ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أما إنه صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة»؟ قلت : لا ، قال : «ذاك شيطان».
[٢٩٤] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٢) المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني ، أخبرنا أبو جعفر الرّيّاني (١) أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا يحيى ، أخبرنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر هو المليكي ، عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ حين يصبح آية الكرسي وآيتين من أول (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢)) [غافر : ١ ـ ٢] ، حفظ في يومه ذلك حتى يمسي! ومن قرأهما حين يمسي حفظ في ليلته تلك حتى يصبح».
قوله عزوجل : (اللهُ) ، رفع بالابتداء وخبره في (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُ) ، الباقي الدائم على الأبد وهو من له الحياة ، والحياة صفة الله تعالى (الْقَيُّومُ). وقرأ عمر وابن مسعود «القيام» ، وقرأ علقمة «القيم» ، وكلها لغات بمعنى واحد ، قال مجاهد : القيّوم القائم على كل شيء ، قال الكلبي : القائم على كل نفس [بما كسبت](٣) ، وقيل : هو القائم بالأمور ، وقال أبو عبيدة : الذي لا يزول (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) ، السّنة النعاس ، وهو النوم الخفيف ، والوسنان بين النائم واليقظان ، يقال منه : وسن يسن وسنا وسنة ، والنوم هو : الثقل المزيل للقوة والعقل ، وقال المفضل الضبي : السّنة في الرأس ، والنوم : في القلب ، فالسنة أول النوم وهو النعاس ، وقيل : السّنة في الرأس والنعاس في العين ، والنوم في القلب ،
__________________
(١) في الأصل «الزياتي» والتصويب من «شرح السنة» و «تهذيب الكمال» (٧ / ٣٩٤) للمزي.
[٢٩٤] ـ ذكر آية الكرسي صحيح ، وذكر الآيتين من سورة غافر ، ضعيف.
إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله ، وباقي رجال الإسناد ثقات مشاهير ، رجال البخاري ومسلم ، أبو معاوية هو محمد بن خازم.
ـ وهو في «شرح السنة» ١١٩٢ بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٨٧٩ والدارمي (٢ / ٤٤٩) والبيهقي في «الشعب» ٢٤٧٣ من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي به.
وضعفه الترمذي بقوله : غريب ، وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي ا ه.
والضعف فقط في ذكر سورة غافر ، وأما آية الكرسي ، فقد صح من حديث أبي هريرة ، وغيره في قصة حفظه صدقة رمضان ، وهو المتقدم ، وفي الباب أحاديث كثيرة في ذكر آية الكرسي.
ولم يتنبه الألباني إلى ذلك فلذا أورده في ضعيف الترمذي ٥٤٠ بتمامه ، وحكم بضعفه! فتنبه ، والله الموفق.
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) زيادة من المخطوط.
(٣) زيادة من المخطوط.