أحملها ، فقال عمر : ألا تؤدي زكاتك يا حماس؟ فقلت : ما لي غير هذا ، وأهب في القرظ ، فقال : ذاك مال فضع فوضعتها فحسبها فأخذ منها الزكاة (١).
قوله تعالى : (وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) ، قيل : هذا أمر بإخراج العشور من الثمار والحبوب ، واتّفق أهل العلم على إيجاب العشر في النخيل والكروم (١) ، وفيما يقتات من الحبوب إن كان مسقيا بماء السماء أو من نهر يجري الماء إليه من غير مئونة ، وإن كان مسقيا بساقية أو بنضح ففيه نصف العشر.
[٣١٠] أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله عن أبيه :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا (٢) : العشر ، وفيما ...
__________________
الله ، فهو معول هدام يفتح ثغرات أمام المذاهب الهدامة لتنفث سمومها في المجتمع الإسلامي ، وتهزه هزا عنيفا ، وتدكه دكا ، وبالتالي يفقد المجتمع الإسلامي توازنه كل ذلك يجعل المنصف لا يرتاب في وجوب زكاة التجارة ، ولو نفّذ المسلمون فريضة الزكاة تماما لما بقي فقير ا ه. كلام اليماني.
أخيرا : أريد أن أقول لهؤلاء يا من أنكرتم وجوب الزكاة في عروض التجارة : إن ما ذهبتم إليه يجعل من فريضة الزكاة فريضة مهلهلة ضعيفة لا تفي بحاجة الفقير بتاتا. وأختم ذلك بقولي : إذا كان وجوب الزكاة في الإبل فإن الشام وغيرها شبه خالية من الإبل بل خالية لأن شرطها السوم.
وإن كانت في البقر فإن نصاب البقر ثلاثون وقلما توجد بل لا توجد بقر سائمة في بلاد الشام ، وإنما هي علوفة.
وإن كانت في القمح فقلما توجد فبلاد الإسلام أصبحت تستورد القمح وإن كانت في الزبيب فهو شبه عدم اليوم.
وإن كانت في الشعير فالشعير نادر جدا وعزيز.
وإن كانت في التمر فأرض الشام من أقصاها إلى أدناها لا تنتج التمر ، وإن كانت في الذهب ، فأكثر الذهب في أيدي غير المسلمين من يهود وغيرهم.
وإن كانت من الفضة فالفضة اليوم فقدت دورها من كونها نقدا يجاري الذهب.
على هذا فأين هؤلاء من فقراء المسلمين؟ وما ذا يقول هؤلاء لله رب العالمين؟ وهل تمسكوا بالحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي.
بل على قاعدة هؤلاء تصبح المئات من آيات الزكاة تقرأ لمجرد التلاوة بل كما يقولون : تقرأ للتبرك؟!! وهذا عجيب غريب! نسأل الله عزوجل أن يفقهنا في الدين ، إنه سميع مجيب ، وهو الهادي إلى سواء الصراط.
(١) موقوف. أسنده المصنف في «شرح السنة» ١٥٧٨ وأخرجه الشافعي (١ / ٦٣٣) ومن طريقه البيهقي (٤ / ١٤٧). وتقدم مع ما قبله.
[٣١٠] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم. أبو مريم اسمه الحكم بن محمد بن سالم الجمحي ، يونس بن يزيد هو الأيلي ، ابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٥٧٤ بهذا الإسناد.
وأخرجه المصنف من طريق البخاري وهو في «صحيحه» برقم ١٤٨٣.
ـ وأخرجه أبو داود ١٥٩٦ والترمذي ٦٤٠ والنسائي (٥ / ٤١) وابن ماجه ١٨١٧ وابن حبان ٣٢٨٥ والطحاوي (٢ / ٣٦) والبيهقي (١ / ١٣٠) من طرق عن ابن وهب بهذا الإسناد.
(٢) قال المصنف في «شرح السنة» : العثري : العذي ، وهو ما سقته السماء ويروى : «ما سقي منه بعلا ففيه العشر» والبعل : ما شرب بعروقه من غير سقي سماء ولا غيرها ، فإذا سقته السماء فهو عذي وقوله : ما سقي «بالنضح» يريد ما سقي
__________________
(١) في المخطوط «الكرم».