[٣٥٠] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني أخبرنا أبو جعفر الرّيّاني (١) أخبرنا حميد بن زنجويه أخبرنا عبد الله بن صالح حدّثني الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سعد (٢) بن سنان عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عليه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة».
وقال بعضهم : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ) ، يعني : ما في قلوبكم مما عزمتم عليه (أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) ، ولا تبدوه وأنتم عازمون عليه يحاسبكم به الله ، فأمّا ما حدّثت به أنفسكم مما لم تعزموا [عليه](١) فإن ذلك ممّا (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ، ولا يؤاخذكم به ، دليله قوله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) [البقرة : ٢٢٥] ، قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان : أيؤاخذ الله العبد بالهمّة؟ قال : إذا كان عزما أخذ بها ، وقيل معنى المحاسبة : الإخبار والتعريف ، ومعنى الآية : وإن تبدوا ما في أنفسكم فتعملوا به أو تخفوه مما أضمرتم ونويتم ، يحاسبكم به الله ويخبركم به ويعرفكم إياه (٢) ، ثم يغفر للمؤمنين إظهارا لفضله ، ويعذّب الكافرين إظهارا لعدله ، وهذا معنى قول الضحاك ، ويروى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، يدلّ عليه أنّه قال : يحاسبكم به الله ، ولم يقل : يؤاخذكم به ، والمحاسبة غير المؤاخذة ، والدليل عليه ما :
__________________
[٣٥٠] ـ حديث قوي بشواهده ، إسناده غير قوي لأجل عبد الله بن صالح ، فقد ضعفه قوم ووثقه آخرون ، ولم ينفرد به فقد توبع ، وفي سعد بن سنان ضعف أيضا ، لكن لم ينفرد به ، فللحديث شواهد تقويه.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٤٢٩) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٢٣٩٨ وابن ماجه ٤٠٣١ وأبو يعلى ٤٢٥٤ من طرق عن الليث بن سعد به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ا ه.
ـ وله شاهد من حديث عبد الله بن المغفّل أخرجه ابن حبان ٢٩١١ والحاكم ١ / ٣٤٩ و ٤ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ص (١٥٣ ـ ١٥٤) من طرق عن عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن عبد الله بن المغفّل.
ورجاله رجال مسلم لكن فيه عنعنة الحسن ، لكن يصلح للاعتبار به.
وأخرجه أحمد ٤ / ٨٧ وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (٢٠٠ / ٧٤) من طرق عن الحسن به.
وذكر الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ١٩١) وقال : رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ، وكذا أحد إسنادي الطبراني ا ه.
ـ ومن حديث عمار بن ياسر أخرجه الطبراني كما في «المجمع» (١٠ / ١٩٢) وقال الهيثمي : وإسناده جيد ا ه.
ـ ومن ابن عباس أخرجه الطبراني في «الكبير» (١١٨٤٢) وقال الهيثمي : وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي ، وهو ضعيف ا ه.
ـ ومن حديث أبي تميمة الهجيمي أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٣١١) وفي إسناده هشام بن لاحق ، وهو ضعيف ، لكن يصلح للاعتبار بحديثه.
الخلاصة : هو حديث حسن صحيح بمجموع شواهده ، والله أعلم.
(١) في الأصل «الزياتي» وهو تصحيف والتصويب من «الأنساب» و «تهذيب الكمال» و «شرح السنة».
(٢) في الأصل «سعيد» وهو تصحيف والتصويب من «التقريب» و «شرح السنة».
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «به».