جريج : فريضة مسماة ، قال أبو عبيد : ولا تكون النحلة إلا مسماة معلومة ، وقال الكلبي : عطية وهبة ، وقال أبو عبيدة : عن طيب نفس ، وقال الزجاج : تدينا.
[٥٢٤] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أحقّ الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج».
(فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) يعني : فإن طابت نفوسهن بشيء من ذلك فوهبن منكم ، فنقل الفعل من النفوس إلى أصحابها فخرجت النفس مفسرة ، فلذلك وحّد النفس ، كما قال الله تعالى : (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) [العنكبوت : ٣٣] وقرئ : (عينا) وقيل : لفظها واحد ومعناها جمع ، (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) ، سائغا طيبا ، يقال : [هنأ في](١) الطعام يهنئ بفتح النون في الماضي وكسرها في الحاضر (٢) ، وقيل : الهنيء : الطيب المساغ الذي لا ينغصه شيء ، والمريء : المحمود العاقبة التام الهضم الذي لا يضر ، قرأ أبو جعفر «هنيا مريا» بتشديد الياء فيهما من غير همزة ، وكذلك «بري» «وبريون» «وبريا» «وكهية» والآخرون يهمزونها.
(وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٥))
قوله تعالى : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) ، اختلفوا في هؤلاء السفهاء فقال قوم : هم النساء ، وقال الضحاك : النساء من أسفه السفهاء ، وقال مجاهد : نهى الرجال أن يؤتوا النساء أموالهم وهنّ سفهاء سواء كنّ أزواجا أو بنات أو أمهات ، وقال آخرون : هم الأولاد ، قال الزهري : يقول لا تعط ولدك السفيه مالك الذي هو قيامك بعد الله تعالى فيفسده ، وقال بعضهم : هم النساء والصبيان ، وقال الحسن : هي امرأتك السفيهة وابنك السفيه (٣) ، وقال ابن عباس : لا تعمد إلى مالك الذي خولك الله وجعله لك معيشة فتعطيه امرأتك وبنيك فيكونوا هم الذين ينفقون (٤) عليك ، ثم تنظر إلى ما في أيديهم ، ولكن أمسك مالك وأصلحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في رزقهم ومئونتهم ، قال الكلبي : إذا علم الرجل أنّ امرأته سفيهة مفسدة وأن ولده سفيه مفسد فلا ينبغي له أن يسلّط واحدا منهما على ماله فيفسده. وقال سعيد بن جبير وعكرمة : هو مال اليتيم يكون عندك ، يقول لا تؤته إيّاه وأنفقه عليه حتى يبلغ ، وإنّما أضاف إلى الأولياء فقال : (أَمْوالَكُمُ) لأنهم قوامها ومدبروها ، والسفيه الذي لا
__________________
[٥٢٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، تفرد البخاري عن عبد الله بن يوسف ، وهو التّنّيسي الكلاعي ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، الليث هو ابن سعد ، أبو الخير هو مرثد بن عبد الله.
ـ وهو في «صحيح البخاري» (٢٧٢١) عن عبد الله بن يوسف بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٥١٥١ وأبو داود ٢١٣٩ والنسائي ٦ / ٩٢ ـ ٩٣ وعبد الرزاق ١٠٦١٣ وأحمد ٤ / ١٥٠ وابن حبان ٤٠٩٢ والطبراني في «الكبير» (١٧ / (٧٥٢)) من طرق عن الليث به.
ـ وأخرجه مسلم ١٤١٨ والترمذي ١١٢٧ والنسائي ٦ / ٩٣ وابن ماجه ١٩٥٤ وعبد الرزاق ١٠٦١٣ وأحمد ٤ / ١٤٤ و ١٥٢ والدارمي ٢ / ١٤٣ وأبو يعلى ١٧٥٤ والطبراني ١٧ / ٧٥٣ و ٧٥٦ و ٧٥٨ والبيهقي ٧ / ٢٤٨ والبغوي ٢٢٧٠ من طرق عن يزيد بن أبي حبيب به.
__________________
(١) في المطبوع والمخطوط «هنأني» والمثبت عن ـ ط.
(٢) في المطبوع «الغابر» وفي ـ ط «الباقي».
(٣) في المطبوع وحده «وابنتك السفيهة».
(٤) في المطبوع و ـ ط «يقومون».