أبي رباح عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ لله مائة رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحوش على أولادها ، وأخّر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة».
[٨٦٤] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا ابن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
قدم على النبيّ صلىاللهعليهوسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها ، تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «أترون هذه طارحة ولدها في النار»؟ فقلنا : لا ، وهي تقدر على أن [لا](١) تطرحه (١) ، فقال : «الله أرحم بعباده من هذه بولدها».
قوله عزوجل : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ) ، اللام فيه لام القسم والنون نون التأكيد مجازة : والله ليجمعنّكم ، (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ، أي : في يوم القيامة ، وقيل : معناه ليجمعنكم في قبوركم إلى يوم القيامة ، (لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا) ، غبنوا ، (أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
(وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ، أي : استقرّ ، قيل : أراد ما سكن وما تحرّك ؛ كقوله : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، أي : الحرّ والبرد ، وقيل : إنما خصّ السكون بالذكر لأن النعمة فيه أكثر.
قال محمد بن جرير : كل ما طلعت عليه الشمس وغربت فهو من ساكن اللّيل والنهار ، والمراد منه جميع ما في الأرض ، وقيل معناه : وله ما يمرّ عليه الليل والنهار ، (وَهُوَ السَّمِيعُ) ، لأصواتهم ، (الْعَلِيمُ) بأسرارهم.
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧))
قوله تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا)؟ وهذا حين دعي إلى دين آبائه ، فقال تعالى : قل يا محمد أغير الله أتخذ وليا ، ربّا ومعبودا وناصرا ومعينا؟ (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، أي : خالقهما ومبدعهما ومبتديهما ، (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ) ، أي : وهو يرزق ولا يرزق ؛ كما قال : (ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ
__________________
[٨٦٤] ـ إسناده صحيح على شرطهما.
ابن أبي مريم هو سعيد. أبو غسان هو محمد بن مطرف.
وهو في «شرح السنة» ٤٠٧٦ بهذا الإسناد.
وفي «صحيح البخاري» ٥٩٩٩ عن ابن أبي مريم به.
وأخرجه مسلم ٢٧٥٤ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ١٠٣٩ من طريق ابن أبي مريم به.
(١) أي لا تطرحه طائعة أبدا. «الفتح» (١٠ / ٤٣١)
__________________
(١) سقط من المطبوع.