إسماعيل ثنا إسحاق ثنا عيسى بن يونس أنا الأعمش أنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال :
لمّا نزلت : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) ، شقّ ذلك على المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله فأيّنا لا يظلم نفسه؟ فقال : «ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه وهو يعظه : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)» [لقمان : ١٣].
قوله عزوجل : (وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ) ، حتى خصمهم وغلبهم بالحجة ، قال مجاهد : هي قوله : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) [وقيل : أراد به الحجاج الذي حاجّ به نمرود على ما سبق في سورة البقرة](١) ، (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) ، بالعلم قرأ أهل الكوفة ويعقوب (دَرَجاتٍ) ، بالتنوين هاهنا وفي سورة يوسف [يوسف : ٧٦] ، أي : نرفع من نشاء درجات بالعلم والفهم والفضيلة والعقل ، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاجّ قومه في التوحيد ، (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ).
(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا) ، ووفقنا وأرشدنا ، (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) ، أي : من قبل إبراهيم ، (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) ، أي : ومن ذرية نوح عليهالسلام ، ولم يرد من ذرية إبراهيم لأنه ذكر في جملتهم يونس ولوطا ولم يكونا من ذرية إبراهيم ، (داوُدَ) ، هو داود بن أيشا ، (وَسُلَيْمانَ) ، يعني ابنه ، (وَأَيُّوبَ) ، وهو أيوب بن أموص بن رازح (٢) بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم ، (وَيُوسُفَ) ، هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهالسلام ، (وَمُوسى) ، هو موسى بن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، (وَهارُونَ) ، هو أخو موسى أكبر منه بسنة ، (وَكَذلِكَ) ، أي : [و] كما جزينا إبراهيم على توحيده بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادا أنبياء أتقياء كذلك ، (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ، على إحسانهم ، وليس ذكرهم على ترتيب أزمانهم.
(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٥) وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ (٨٦) وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٧) ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٨٨) أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (٨٩))
(وَزَكَرِيَّا) ، هو زكريا بن اذن ، (وَيَحْيى) ، وهو ابنه ، (وَعِيسى) ، وهو ابن مريم بنت عمران ، (وَإِلْياسَ) ، واختلفوا فيه ، قال ابن مسعود : هو إدريس وله اسمان مثل يعقوب وإسرائيل ، والصحيح أنه غيره لأن الله تعالى ذكره في ولد نوح ، وإدريس جد أبي نوح وهو إلياس بن يس (٣) بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران ، (كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ).
(وَإِسْماعِيلَ) ، وهو ابن إبراهيم ، (وَالْيَسَعَ) ، وهو ابن أخطوب بن العجوز ، وقرأ حمزة والكسائي «واليسع» بتشديد اللام وسكون الياء هنا وفي ص ، (وَيُونُسَ) ، وهو يونس بن متّى ، (وَلُوطاً) ، وهو لوط بن هاران ابن أخي إبراهيم ، (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) ، أي : عالمي زمانهم.
__________________
(١) سقط من المطبوع.
(٢) في ب «راذخ».
(٣) في المطبوع «بشير» وفي ب «يسير».