سورة الأنفال
مدنية وهي خمس وسبعون آية. قيل : إلّا سبع آيات من قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [٣٠ ـ ٣٧] ، إلى آخر سبع آيات ، فإنها نزلت بمكة. والأصح أنها نزلت بالمدينة ، وإن كانت الواقعة بمكة.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١))
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) الآية.
[٩٦٨] قال أهل التفسير : سبب نزول هذه الآية هو أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال يوم بدر : «من أتى مكان كذا فله من النفل كذا ومن قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا» ، فلما التقوا تسارع إليه الشبان وأقام الشيوخ ووجوه الناس عند الرايات ، فلما فتح الله على المسلمين جاءوا يطلبون ما جعل لهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال الأشياخ : كنّا درءا لكم ولو انهزمتهم لانحرفتم إلينا ، فلا تذهبوا بالغنائم دوننا ، وقام أبو اليسر بن عمرو الأنصاري أخو بني سلمة فقال : يا رسول الله إنّك وعدت أنّ من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا وإنّا قد قتلنا منهم سبعين وأسرنا منهم سبعين ، فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال : والله يا رسول الله ما منعنا أن نطلب ما يطلب هؤلاء زهادة في الآخرة ولا جبن عن العدو ، ولكن كرهنا أن تعرى مصافك فيعطف عليك خيل من المشركين فيصيبوك ، فأعرض عنهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فقال سعد : يا رسول الله إن الناس كثير والغنيمة دون ذلك ، فإن تعط هؤلاء الذين ذكرت لا يبقى [لك ولا](١) لأصحابك كثير شيء ، فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ).
[٩٦٩] وقال ابن إسحاق : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما في العسكر فجمع فاختلف المسلمون فيه ، فقال من
__________________
[٩٦٨] ـ عزاه المصنف لأهل التفسير ، ولم أره مسندا بهذا اللفظ. وورد بنحوه من حديث ابن عباس عند أبي داود ٢٧٣٧ و ٢٧٣٨ و ٢٧٣٩ والنسائي في «التفسير» ٢١٧ وابن أبي شيبة (١٤ / ٣٥٦) والحاكم (٢ / ١٣١ ، ١٣٢ و ٣٢٦ و ٣٢٧) وابن حبان ٥٠٩٣ والطبري ١٥٦٦٢ و ١٥٦٦٣ و ١٥٦٦٤ والبيهقي (٦ / ٢٩١ ، ٢٩٢ و ٣١٥ و ٣١٦) وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وهو حديث حسن.
وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» ٩٤٨٣ من وجه آخر عن ابن عباس بنحوه لكن إسناده ساقط فيه محمد بن السائب الكلبي متروك متهم.
[٩٦٩] ـ عزاه المصنف رحمهالله لابن إسحاق ، وهذا معضل ، ولم يذكره ابن هشام في «تهذيب السيرة» (٢ / ٢٣٣) باب : نزول
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.