مُمِدُّكُمْ) ، مرسل إليكم مددا وردءا لكم ، (بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).
قرأ أهل المدينة ويعقوب : (مُرْدِفِينَ) بفتح الدال ، أي : أردف الله المسلمين وجاء بهم مددا. وقرأ الآخرون بكسر الدال أي متتابعين بعضهم في إثر بعض ، يقال : أردفته وردفته بمعنى تبعته.
يروى أنه نزل جبريل في خمسمائة وميكائيل في خمسمائة في صورة الرجال على خيل بلق عليهم ثياب بيض وعلى رءوسهم عمائم بيض ، قد أرخوا أطرافها بين أكتافهم.
[٩٧٥] وروي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم لمّا ناشد ربّه عزوجل وقال أبو بكر : إنّ الله منجز لك ما وعدك فخفق رسول الله صلىاللهعليهوسلم خفقة وهو في العريش ثم انتبه ، فقال : «يا أبا بكر أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه (١) يقوده على ثناياه (٢) النقع».
[٩٧٦] أخبر عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن موسى ثنا عبد الوهّاب ثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس :
أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال يوم بدر : «هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب».
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض ويوم حنين عمائم خضر ، ولم تقاتل الملائكة في يوم سوى يوم بدر من الأيام ، وكانوا يكونون فيما سواه عددا ومددا.
وروي عن أبي أسيد مالك بن ربيعة [وكان](٣) قد شهد بدرا أنه قال بعد ما ذهب بصره : لو كنت معكم اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشّعب الذي خرجت منه الملائكة (١).
(وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (١١) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (١٢))
قوله تعالى : (وَما جَعَلَهُ اللهُ) ، يعني : الإمداد بالملائكة ، (إِلَّا بُشْرى) ، أي : بشارة ،(وَلِتَطْمَئِنَّ
__________________
[٩٧٥] ـ أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣ / ٨٠ ، ٨١) من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال : حدثني الزهري ، ومحمد بن يحيى وعاصم بن عمر ، وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا فذكر الحديث في يوم بدر ، إلى أن قال : «فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في العريش ...» فذكره.
ويشهد لأصله ما بعده.
[٩٧٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
عبد الوهاب هو ابن عبد المجيد ، خالد هو ابن مهران ، عكرمة هو أبو عبد الله مولى ابن عباس.
وهو في «شرح السنة» ٣٦٧٠ بهذا الإسناد ، وفي «صحيح البخاري» ٣٩٩٥ و ٤٠٤١ عن إبراهيم بن موسى به.
وأخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣ / ٥٤) من طريق إبراهيم بن موسى به.
(١) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٣ / ٥٣)
__________________
(١) في المطبوع وط «فرس».
(٢) في المخطوط «ثنايا».
(٣) زيادة عن المخطوط.