[١٠٣١] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمّه أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجّة في مؤذنين يوم النحر نؤذّن بمنى ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان. وقال حميد بن عبد الرحمن : ثم أردف رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليّا فأمره أن يؤذّن ببراءة ، قال أبو هريرة : فأذّن معنا عليّ في (١) أهل منى يوم النحر ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان.
(وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣))
(وَأَذانٌ) عطف على قوله : (بَراءَةٌ) ، أي : إعلام. ومنه : الأذان بالصلاة ، يقال : آذنته فأذن أي أعلمته [فعلم](٢) ، وأصله من الأذان أي أوقعته في أذنه ، (مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) ، واختلفوا في يوم الحج الأكبر ، روى عكرمة عن ابن عباس : أنه يوم عرفة. وروي ذلك عن عمر بن الخطاب (٣) وابن الزبير. وهو قول عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن المسيب. وقال جماعة : هو يوم النحر. روي عن يحيى بن الجزار قال : خرج عليّ رضي الله عنه يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبانة فجاءه رجل فأخذ بلجام دابّته وسأله عن يوم الحج الأكبر ، فقال : يومك هذا ، خلّ (٤) سبيلها.
ويروى ذلك عن عبد الله بن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة ، وهو قول الشعبي والنخعي وسعيد بن جبير والسدي. وروى ابن جريج عن مجاهد : يوم الحجّ الأكبر حين (٥) الحجّ أيام منى كلها. وكان سفيان الثوري يقول : يوم الحجّ الأكبر أيام منى كلها ، مثل يوم صفين ويوم الجمل ويوم بعاث يراد به الحين والزمان ، لأن هذه الحروب دامت أياما كثيرة. وقال عبد الله بن الحارث بن نوفل : يوم الحجّ الأكبر الذي حجّ فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو قول ابن سيرين ؛ لأنه اجتمع فيه حجّ المسلمين وعيد اليهود والنصارى والمشركين ، ولم يجتمع قبله ولا بعده ، واختلفوا في الحجّ الأكبر ، فقال مجاهد : الحجّ الأكبر القران ، والحج الأصغر إفراد الحجّ. وقال الزهري والشعبي وعطاء : الحجّ الأكبر الحج ، والحج الأصغر العمرة. قيل لها الأصغر لنقصان أعمالها. قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) ، أي : ورسوله أيضا بريء من المشركين. وقرأ يعقوب [ورسوله](٦) بنصب اللام ، أي : إنّ الله ورسوله بريء ، (فَإِنْ تُبْتُمْ) ، رجعتم من كفركم وأخلصتم التوحيد ، (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) ، أعرضتم عن الإيمان ، (فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ
__________________
[١٠٣١] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
إسحاق هو ابن راهويه ، ابن أخي ابن شهاب هو محمد بن مسلم بن عبد الله.
وهو في «صحيح البخاري» ٣٦٩ عن إسحاق بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣١٧٧ و ٤٦٥٥ و ٤٦٥٧ ومسلم ١٣٤٧ وأبو داود ١٩٤٦ والنسائي (٥ / ٢٣٤) وأبو يعلى ٧٦ من طرق عن الزهري به.
__________________
(١) العبارة في المطبوع «على أهل» والمثبت من المخطوط ومصادر التخريج.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المخطوط «ابن عمر».
(٤) في الأصل «حل» والتصويب عن «ط».
(٥) في المخطوط «يعني».
(٦) زيادة عن المخطوط.