أَجَلٍ مُسَمًّى) ، إلى حين الموت ، (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) ، أي : ويؤت كل ذي عمل صالح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة. وقال أبو العالية : من كثرت طاعاته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنّة ، لأن الدرجات تكون بالأعمال.
وقال ابن عباس : من زادت حسناته على سيّئاته دخل الجنّة ، ومن زادت سيّئاته على حسناته دخل النار ، ومن استوت حسناته وسيّئاته كان من [أهل](١) الأعراف ، ثم يدخل الجنّة بعد. وقيل : ويؤت كل ذي فضل فضله ، يعني : من عمل لله عزوجل وفّقه الله فيما يستقبل على طاعته. (وَإِنْ تَوَلَّوْا) ، أعرضوا ، (فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) ، وهو يوم القيامة.
(إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤)).
قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) ، قال ابن عباس : نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر ، يلقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ما يحب وينطوي بقلبه على ما يكره (١).
وقوله : (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) ، أي : يخفون ما في صدورهم من الشحناء والعداوة.
وقال عبد الله بن شداد : نزلت هذه الآية في بعض المنافقين كان إذا مرّ برسول الله صلىاللهعليهوسلم ثنى صدره وحتى ظهره وطأطأ رأسه وغطّى وجهه كيلا يراه النبيّ صلىاللهعليهوسلم (٢).
وقال قتادة : كانوا يحنون صدورهم كيلا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره. وقيل : كان الرجل من الكفار (٢) يدخل بيته ويرخي ستره ويحني ظهره ويتغشّى بثوبه. ويقول : هل يعلم الله ما في قلبي.
وقال السدي : يثنون أي : يعرضون بقلوبهم ، من قولهم : ثنيت عناني. وقيل : يعطفون ، ومنه ثنى الثوب. وقرأ ابن عباس : يثنوني على وزن «يحلولي» جعل الفعل للصدور ومعناه المبالغة في الثني. (لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) ، أي : من رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقال مجاهد : ليستخفوا من الله إن استطاعوا ، (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) ، يغطون رءوسهم بثيابهم ، (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ، قال الأزهري (٣) : معنى الآية من أولها إلى آخرها : إن الذين أضمروا عداوة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يخفى علينا حالهم.
[١١٥٧] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن محمد بن صباح ثنا حجاج قال : قال ابن جريج : أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ : «ألا إنّهم يثنوني صدورهم» ، فقال : سألته عنها فقال : كان
__________________
(١) انظر «أسباب النزول» للواحدي ٥٣٧.
(٢) أخرجه الطبري ١٧٩٥٢ و ١٧٩٥٣ و ١٧٩٥٤ عن عبد الله بن شداد.
وهذا مرسل فهو ضعيف.
[١١٥٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز.
وهو في «صحيح البخاري» ٤٦٨١ عن الحسن بن محمد بن صبّاح بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٤٦٨٢ والطبري ١٧٩٦٦ من طريق حجاج به.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «المنافقين».
(٣) في المخطوط «الزهري».