وربما شبه الشعراء النبات بضحك الأرض كما شبهوا المطر ببكاء السماء وفي ذلك يقول أبو تمام حبيب بن أوس (١) :
إن السماء إذا لم تبك مقلتها |
|
لم تضحك الأرض عن شيء من الخضر |
والزهر لا تنجلي أبصاره أبدا |
|
إلا إذا رمدت من كثرة المطر |
ذكر مجلس
جرى في القياس مع رجل من فقهاء العامة اجتمعت معه بدار العلم في القاهرة.
سألني هذا الرجل بمحضر جماعة من أهل العلم فقال ما تقول في القياس وهل تستجيزه في مذهبك أم ترى أنه غير جائز؟؟
فقلت له القياس قياسان قياس في العقليات وقياس في السمعيات.
فأما القياس في العقليات فجائز صحيح وأما القياس في السمعيات فباطل مستحيل.
قال فهل يتفق حدهما أم يختلف؟
قلت الواجب أن يكون حدهما واحدا غير مختلف.
قال فما هو؟
قلت القياس هو إثبات حكم المقيس عليه في المقيس هذا هو الحد الشامل لكل قياس وله بعد هذا شرائط لا بد منها ولا يقاس شيء على شيء إلا بعلة تجتمع بينهما.
قال فإذا كان الحد شاملا للقياسين فلا فرق إذا بين القياس الذي أجزته والقياس الذي أحلته.
__________________
(١) ينتهي نسبه إلى طيئ وهو واحد عصره في ديباجة لفظه وفصاحة شعره وحسن أسلوبه ولد سنة ١٨٨ ه وتوفّي سنة ٢٧٢ ه له كتاب الحماسة الذي يدلّ على حسن اختياره وذوقه ، وله أيضا كتاب فحول الشعراء من جاهليين واسلاميين ومخضرمين ، وكتاب الاختيارات من شعر الشعراء وديوان شعره وهو مطبوع عدة طبعات.