وقلت له أيضا لست أشك في كثرة الاختلاف بينكم في كل أصل وفرع وعلى كل وجه فإنما يعمل النمودار بين الساعات سواء كانت عند رصد أو جزر وقد كانت ولادة هذين التوأمين في ساعة واحدة لم يصح فيها الفرق فما الحيلة في هذا الأمر فخلط في ذلك ولم يأت بشيء يفهم
فصل
واعلم أيدك الله أن نمودار واليس يخالف نمودار بطليموس ونمودار الفرس يخالفهما جميعا وليس في ذلك ما يتفق عليه ولا يؤدي إلى أمر متفق ولا يدل على صحة واحد منها العقل وجميعها دعاوي لا يعلم لها أصل ولو تتبعت مواضع اختلاطهم وذكرت ما أعرفه من تناقض أصولهم المبطلة لأحكامهم لخرجت عن الغرض في الاختصار وفيما أوردته غنى عن الإكثار.
فصل
وأنا أذكر لك بعد هذا مقالتنا في النجوم وما نعتقده فيها لتعرف الطريقة في ذلك فتعتمد عليها.
اعلم أيدك الله أن الشمس والقمر والنجوم أجناس محدثة من جنس هذا العالم مؤلفة من أجزاء تحلها الأعراض وليست فاعلة في الحقيقة ولا ناطقة ولا حية قادرة.
وقال شيخنا المفيد رضوان الله عليه إنها أجسام نارية فأما حركاتها فهي فعل الله تعالى فيها وهو المحرك لها وهي من آيات الله الباهرة لخلقه وزينة في سمائه وفيها منافع لعباده لا تحصى وبها يهتدي السائرون برا وبحرا قال الله تعالى :
(وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) النحل : ١٦.
__________________
(١) في النسخة : (لا يهتدي) وهي خطأ بزيادة (لا).