آذانهم ليتحفظوا بذلك بكل ما أمكنهم من أنحاء التحفظ بزعمهم منها.
وللصاعقة والرعد والبرق مراتب فيمكن أن يكون بعض مراتبها موجبا للموت بحسب قرب الوصول إلى الأجزاء الرئيسية من البدن.
قوله تعالى : (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ). الإحاطة هي الإحداق بالشيء والمراد الإحاطة من جميع الجهات علما وقدرة وعذابا في الدنيا وعقابا في الآخرة ومن حيث الاستدلال والبراهين ومن حيث الدنيا وجميع العوالم بل هو محيط بما سواه بكل معنى الإحاطة ، كما أن المعنى عام في جميع العصور من عصر التنزيل إلى يوم القيامة ولجميع أصناف الكفر وأفراده ، وفيه دلالة واضحة على أنه بعد احاطته تعالى بهم ليس وراء الكفر والنفاق إلّا الخزي والضلال والهلاك ومع ذلك يمهلهم.
وإحاطته تعالى بما سواه تارة : إحاطة وجودية ، وأخرى : علمية ، وثالثة : فعلية ، فمن الأول قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) [سورة النساء ، الآية : ١٢٦].
ومفهوم الإحاطة والمحاط متقوم بالاثنينية لغة وعقلا. فتوهم وحدة الوجود من مثل هذه التعبيرات في الآيات المباركة ـ كما زعم جمع من الفلاسفة والعرفاء ـ باطل ، فضلا عن وحدة الوجود والموجود كما زعم جمع من خواص العرفاء والفلاسفة ، وسيأتي تفصيل هذه المذاهب وفسادها في محالها إن شاء الله تعالى.
ومن الثاني قوله تعالى : (أَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [سورة الطّلاق ، الآية : ١٢] وقوله تعالى : (عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) [سورة سبأ ، الآية : ٣] وهذا القسمان من إحاطته يعمان جميع ما سواه من أنحاء الممكنات.
وأما إحاطته الفعلية كقوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) [سورة العنكبوت ، الآية : ٥٤] فإن كان المراد بالفعل الخلق والتقدير فهي تعم