العظيم) و (اسمك الأعظم) و (باسمك الأعظم الأعظم). والمراد بالعظيم : ما أذن الله تعالى لخلقه أن يدعوه به ، كجميع أسمائه تعالى. والمراد بالأعظم : ما هو مستور عن خلقه ولكنّه تعالى أذن لبعض أحبائه أن يدعوه به ، وأما الأعظم الأعظم فهو : ما استأثره لنفسه ولم يظهره لأحد غيره.
الله : أجل لفظ في الممكنات كلها ، لأعظم معنى في الموجودات جميعها. بهت في عذوبة لفظه كل سالك مجذوب ، وتحيّر في عظمة معناه جميع أرباب القلوب ، تتدفق المحبة والرأفة عن الاسم فكيف بالمعنى ، فكأنّ نفس المعنى يتجلّى فيه ويقول : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) [سورة طه ، الآية : ١٤] جمعت فيه من الكمالات حقائقها ومن الألطاف والعنايات دقائقها ورقائقها ، تطلبه الملائكة الكروبيون كما يطلبه أهل الأرضين والكل لا يصل إليه ، ظهر لغيره بالآثار وخفي عن الجميع بالذات ، فما أعظم شأنه فقد عجزت العقول ـ وإن قويت فطنتها ـ عن درك أفعاله فضلا عن صفاته فكيف بذاته ، فكلّما زاد الإنسان تأملا فيه زيد تحيرا وجهلا. فسبحان الذي اكتفى بالتحيّر في الذات والصفات والأفعال عن التعمق فيها لعلمه الأزلي بعدم قدرة ما سواه على ذلك أو لعدم لياقة جملة من العقول به.
ثم إنه قد ذكر أهل اللغة أنّ [الله] اسم جنس للواجب بالذات ولكنه منحصر في الفرد كالشمس والقمر ونحوهما وتبعهم فيه جمع من المفسرين. وهو غير صحيح عقلا لأن المتفرد بذاته في جميع شؤونه وجهاته والبسيط فوق ما نتعقله من معنى البساطة كيف يقال في اللفظ المختص به إنه اسم جنس (عام)؟! وقد ثبت في الفلسفة الإلهية المتعالية أن الكلية والجزئية والجنسية ونحوها من شؤون المفاهيم الممكنة وذاته الأقدس فوق ذلك مطلقا فلا يصح اطلاق اسم الجنس على اللفظ المختص به تعالى.
نعم لو أراد القائل بأنّه اسم جنس على نحو الجنسية الوجودية أي : السعة الوجودية بالعنوان المشير إلى الذات لا الجنسية الماهوية لكان له