وأما المعاد وخصوصيات الحشر والنشر فيغنيك مراجعة الآيات المباركة الواردة فيهما عن تفصيل البيان في ذلك.
وأما النبوءات السماوية فقد ذكرت فيه بجميع جوانبها من معجزاتهم وقصصهم وكيفية معاشرة أممهم معهم. إلى غير ذلك من المعارف التي تأتي الإشارة إليها ، ولا مجال للتعرض لجميعها في المقام.
إعجاز القرآن في تشريع الأحكام :
مما تحدّى به القرآن الكريم هو تشريعه للأحكام المدنية النظامية الفردية والاجتماعية التي لم تكن أفهام البشر تصل الى ما وصل إليه القرآن في ذلك وان طال عليه الزمن وتأتي أهمية هذه القوانين المجعولة وفاؤها لجميع حاجات الإنسان وشمولها لكل جوانب الحياة وعدم تغييرها وتبديلها.
والقول بأنّ حاجات الإنسان تختلف باختلاف الأعصار والأمصار فلا بد أن تكون القوانين المجعولة التشريعية تختلف وتتغير فلا موضوع للتحدي في ما يتغير ويتبدل. (مردود) : بأنّ التغير والتبدل ليس في الكليات وأصل القوانين ، كوجوب عبادة الله تعالى ، وحرمة أكل مال الغير ، ووجوب رد الأمانة ، وحرمة الخيانة وغير ذلك من أصول القوانين التشريعية التي ضبطها الفقهاء في الكتب الفقهية ، ولكن الجزئيات قد تختلف حسب اختلاف الحالات والخصوصيات وهو مما لا بد منه في جعل القوانين فأصل القوانين التشريعية المجعولة من الله تعالى يكون مثل القوانين المسلّمة العقلية كحسن الإحسان ، وقبح الظلم ونظائر ذلك مما لا يتغير ولا يتبدل.
إعجاز القرآن في العلوم :
يشتمل القرآن الكريم على كثير من العلوم التي تكون في طريق استكمال الإنسان ـ الفردية والنوعية ـ قال تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) [سورة النحل ، الآية : ٨٩] ، وقال تعالى : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) [سورة الأنعام الآية : ٥٩] فهو يحتوي من المعارف أجلاها وأرقاها ، ومن العلوم العملية أتقنها وأسناها ، ومن تشريع القوانين أرفعها وأدقها سواء أكان في