وسائر موارد استعمال هذا الاسم المبارك في القرآن العظيم أن لهذا الاسم الشريف اهمية عظمى ومنزلة كبرى عند الله تعالى فهو من أمهات الأسماء كالحي والرب والقيوم والرحيم وإلى هذه الأربعة ترجع سائر أسمائه عزوجل فإذا رجعنا إلى موارد استعمالات هذا اللفظ في القرآن الكريم نرى أنه استعمل مقرونا بالتعظيم والتجليل بالنسبة إلى عالمي الدنيا والآخرة قال تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) [سورة مريم ، الآية : ٦١] ، وقال تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) [سورة الفرقان ، الآية : ٢٦] ، وقال تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [سورة الرحمن ، الآية : ١] وقال تعالى : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) [سورة الملك ، الآية : ٣].
وأما الرحيم فقد ذكر في القرآن الكريم غالبا مقرونا مع الرءوف والتواب والغفور ، فقد جمع الله تبارك وتعالى في كتابيه التدويني (القرآن) والتكويني بين رحمته الرحمانية ورحمته الرحيمية فتكون الرحمة الرحمانية عامة لجميع الممكنات قال تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [سورة طه ، الآية : ٥] أي استولى والعرش هنا عبارة عما سواه تعالى ، والرحمة الرحيمية تعم جميع ذوي الكمالات التي أفيضت عليهم من المجردات إلى الجمادات فتكون من مظاهر رحمتيه تعالى الرحمانية والرحيمية كما عرفت.
بحوث المقام
بحث دلالي :
البسملة هي إيجاد الإضافة بين العبد وخالقه إضافة تشريفية ، وقد اختيرت هذه الجملة المباركة لأن فيها من أوسمة الخير ما عرفت ، فإن قرن العبد اعتقاده بالعمل بما يدعو إليه تعالى كانت البسملة وساما قوليا واعتقاديا وعمليا وإلّا كانت لفظية فقط لها بعض الآثار كالتبرك باللسان مثلا.
ومثل هذه الإضافة لم تكن أمرا غريبا عند الناس بل هو مألوف عندهم بذكر اسماء عظمائهم ورؤسائهم في مبادئ أمورهم تشرفا وتقربا إليهم ووساما