[سورة البقرة ، الآية : ٦١]. وأما الأخبار فيأتي ما يتعلق بها عند نقلها.
والأمر بالهبوط هنا تكويني ، كما في قوله تعالى : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) [سورة الأنبياء ، الآية : ٦٩] ، وقوله تعالى : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي) [سورة هود ، الآية : ٤٤] ، وقوله تعالى : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [سورة النحل ، الآية : ٤٠] إلى غير ذلك من الآيات المباركة.
ويصح أن يكون تشريعيا لوجوب الهجرة عقلا وشرعا لإعلاء كلمة الله تعالى كما كان شأن جميع الأنبياء والرسل والأولياء ، فكما أنّ للهبوط دخلا في نظام التكوين تكون للهجرة دخل في نظام التشريع فهذا الأمر تكويني من جهة وتشريعي من جهة أخرى.
ومورد الخطاب إما آدم (عليهالسلام) وإبليس ، وإتيان الإثنين بلفظ الجمع شائع ، ويشهد له قوله تعالى : (قالَ اهْبِطا مِنْها) [سورة طه ، الآية : ١٢٣] ، أو هما مع حواء ، أو الذرية ، وقد وردت بالنسبة إلى بعضها روايات ، ولا فائدة في البحث عن ذلك بعد تحقق المقصود وهو الهبوط بالنسبة إلى الجميع والمعاداة بينهم.
وهذه العداوة تكوينية اقتضائية حاصلة من التنافي والتباين بين الأنواع المختلفة ، والصفات المتغائرة ، وما الدنيا إلّا جمع المتخالفات وتفريق المجتمعات ، وهي دار الكون والفساد.
قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ). هذا بيان حكمة ارشاد آدم (عليهالسلام) الى ترك الأكل ، وهناك حكم أخرى تأتي في الآيات المناسبة لها.
والمستفاد من هذه الآية المباركة أن الأرض هي الغاية من حياة الإنسان فقط فقد خلق آدم (عليهالسلام) للأرض للتمتع بخيراتها والبقاء فيها إلى وقت محدود. وأنها دار الأضداد والعداوة والشقاء تكوينا ، لكونها دار الكون والفساد ، وهداية خلفاء الله تعالى وإغواء الشياطين.