أمور :
الأول : السبب الاجتماعي ، كالاختلاف في العادات والتقاليد والأخلاق والحضارات.
الثاني : السبب الاقتصادي ، فإن الاختلاف في مراتب الغنى والفقر يوجب التعاند والتنازع بين أفرادها.
الثالث : السبب العقائدي ، فإن لكل قوم دينا ومعتقدا يغائر ما لقوم آخرين وكل يريد بسط عقيدته على الآخرين. وهناك بعض الأسباب الخفية ـ شخصية أو نوعية ـ لا يعلمها إلّا الله تعالى. وجميع هذه الأسباب من أطوار المجتمع البشري التي أشار إليها تعالى في قوله : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) [سورة نوح ، الآية : ١٤] فجعل جل شأنه ذلك من أبرز علامات وجوده وأظهر آيات ثبوته. وهذه الأسباب جميعها اجتمعت بالنسبة إلى بني إسرائيل والطواغيت الفرعونية ، فإن بني إسرائيل كانوا مقهورين تحت ظلم الفراعنة وعبيدا لهم.
بحث تاريخي :
تعبر التوراة عن الإسرائيليين ب (العبريين) وترجع كلمة (عبري) إلى عهد إبراهيم الخليل (عليهالسلام) ، فقد أطلق الكنعانيون هذه التسمية على إبراهيم ، ثم اتسعت فشملت جميع أسرته فصاروا يعرفون بالعبريين.
وغير خفي أن هذه التسمية لم تكن تختص باليهود ، بل كانت تطلق على القبائل التي عبرت الأنهار إلى أرض كنعان ، فالعبريون هم الأقوام الدخيلة على الكنعانيين الذين كانوا في حرب معهم ولأجل ذلك لم يرد في القرآن الكريم اطلاق العبريين على اليهود.
وقد عاش هؤلاء مع الكنعانيين زمنا طويلا وأخذوا من الأخيرة عاداتهم وتقاليدهم حتّى كانوا لا يختلفون عنهم كثيرا إلّا في العقيدة فإنهم كانوا يعبدون الإله الواحد دون الأصنام ، بخلاف الكنعانيين ولم يمض من الوقت كثير حتّى أصبح العبريون قبيلة كبيرة يمتهنون الرعي ينتقلون من مكان إلى