واذلاله فيكون ذيل الآية الشريفة حكما عقليا لا يختص بأمة دون أخرى.
بحوث المقام
بحث روائي :
في الكافي عن أبي عبد الله (عليهالسلام) في قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) قال (عليهالسلام): «والله ما قتلوهم بأيديهم ، ولا ضربوهم بأسيافهم ، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها وصار قتلا واعتداء ومعصية».
أقول : المراد من القتل أعم من المباشر والتسبيب ، وفي ذلك روايات كثيرة ، بل يستفاد ذلك من نفس الآية المباركة ، وربما يكون السبب أقوى.
وعن القمي : «كان مع موسى حجر يضعه في وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فينفجر منه اثنتا عشرة عينا ـ كما حكى الله تعالى ـ فيذهب كل سبط في رحله وكانوا اثني عشر سبطا».
أقول : تعبير القرآن المبين وهذا الخبر بالحجر أولى من تعبير التوراة بالصخرة لأن الحجر يمكن حمله معهم ـ كما في هذه الرواية ـ دون الصخرة فإنها تطلق على الحجارة الكبيرة التي لا تحمل إلّا مع المشقة.
وفي تفسير العسكري عن النبي (صلىاللهعليهوآله): «احذروا الانهماك في المعاصي ، والتهاون بها ، فإن المعاصي يستولي بها الخذلان على صاحبها حتّى توقعه في ما هو أعظم منها ، فلا يزال يعصي ويتهاون ويخذل ويوقع في ما هو أعظم مما جنى».
أقول : ما ورد في هذه الرواية وجداني لكل من أرخى عنان النفس في المعاصي ، وسلك في أي مسلك شاء وأراد ، وتدل عليه الروايات الكثيرة ، واستفاد (صلىاللهعليهوآله) ذلك من قوله تعالى : (وَكانُوا يَعْتَدُونَ).