الذات تتغير بالملكات وهي تحصل بتكرر الأفعال.
وما قيل : إنّ الذاتي لا يتغير ولا يتبدل (مردود) بأن ذلك في الذاتي المنطقي وما هو لازم الماهية ، لا الذاتي في العرف والشرع اللازم للوجود لجهات خارجة عن الذات والماهية ، ويأتي تفصيل ذلك كله في الآيات المناسبة إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ). بعد أن ذكر سبحانه وتعالى أصحاب النار ذكر هنا أصحاب الجنّة وهم الّذين آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا الصالحات وهذا من سنته تبارك وتعالى فإنه يقرن بين الترهيب والترغيب وهو من بديع حكمته.
وهاتان الآيتان المباركتان تشبهان الآية السابقة وهي : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة البقرة ، الآية : ٦٢] في أن كلا منهما في مقام بيان أن الخلود في الجنّة والنار إنما هو للسعداء والأشقياء دون مجرد التسمية بالأسماء. والفرق أن الآيتين الأخيرتين في مقام بيان ترتب الخلود في الجنّة على السعداء والخلود في النّار على الأشقياء ويلزم الأثر للتسمية ، والآيتين الأوليين في مقام بيان عدم الأثر للتسمية أولا فيلزمه الخلود في الجنّة للسعداء والخلود في النّار للأشقياء.
بحث روائي :
في المجمع عن الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا) قال : «كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين إذا لقوا المسلمين حدّثوهم بما في التوراة من صفة محمد (صلىاللهعليهوآله) فنهى كبراؤهم عن ذلك ، وقالوا : لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد (صلىاللهعليهوآله) فيحاجوهم به عند ربهم ؛ فنزلت الآية» ، وقريب منه ما رواه القمي.
أقول : تقدم أنّ ذلك تحريف في ما أنزل الله ومكر وخديعة.