مُؤْمِنِينَ). إلزام لهم بالحجة أي : انكم تتبعون الشهوات والأهواء ، لأنه إذا كنتم صادقين في إيمانكم بما أنزل على الأنبياء فلما ذا تقتلونهم ، فإنهم لم يدعوكم إلّا إلى الإيمان والعمل الصالح ، ونهوكم عن القتل مطلقا.
وفي إسناد القتل الى اليهود في عصر التنزيل ، مع أنه وقع من أسلافهم ما تقدم كرارا من أنّهم أمة واحدة ، وأنهم في الطباع والعادات والأخلاق كنفس واحدة فاقتضى صحة خطاب الأبناء بما فعل الآباء.
بحث روائي :
في «الكافي» عن الصادي (عليهالسلام) في قول الله تعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) قال : «كان قوم في ما بين محمد (صلىاللهعليهوآله) وعيسى (عليهالسلام) ، وكانوا يتوعدون أهل الأصنام ، بالنبي (صلىاللهعليهوآله) ويقولون : ليخرجنّ نبيّ وليكسرنّ أصنامكم ليفعلنّ بكم ما يفعلنّ ، فلما خرج رسول الله كفروا به».
أقول : يمكن أن يجمع بين هذه الرواية والروايات الآتية الظاهرة في اليهود إما بتقييد هذه الرواية بها ، أو أنهم قوم آخرون غير اليهود.
وعن القمي : «كانت اليهود يقولون للعرب قبل مجيء النبي (صلىاللهعليهوآله) : أيها العرب هذا أوان نبي يخرج من مكة وكانت مهاجرته بالمدينة ، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ، في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، يلبس الشملة ويجتزي بالكسرة والتميرات ، ويركب الحمار العريّ ، وهو الضحوك ، القتّال يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ، لنقتلنكم به يا معشر العرب قتل عاد. فلما بعث الله نبيه بهذه الصّفة حسدوه وكفروا به ، كما قال الله تعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ... الآية».
أقول : يمكن أن اليهود قد استظهروا صفاته (صلىاللهعليهوآله) وحالاته من التوراة.