[سورة الروم ، الآية : ٤٧] ، وفي الحديث : «حقّ على الله تعالى أن لا يعصى في مكان إلّا وأظهرها للشمس ليطّهرها» والأحاديث في موضوع جعل الله تعالى حقا لخلقه على نفسه خصوصا عباده المخلصين كثيرة جدا ، وخاتم النبيين من أفضلهم ، وسيأتي في الموضع المناسب تفصيل الكلام.
العياشي عن الصادق (عليهالسلام) في قول الله تعالى : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) قال : وإنما نزل هذا في قوم اليهود ، وكانوا على عهد محمد (صلىاللهعليهوآله) لم يقتلوا أنبياء الله بأيديهم ، ولا كانوا في زمانهم ، وإنما قتل أولياؤهم الذين كانوا من قبلهم ، فنزّلوا بهم أولئك القتلة فجعلهم الله منهم وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولوهم».
أقول : تقدم وجه ذلك في البحوث السابقة فلا وجه للتكرار ،
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (٩٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦))
تبين هذه الآيات المباركة أخذ الميثاق والتشديد فيه ثم كفرهم وارتدادهم ، ورد لأمانيّهم الباطلة من أنهم أبناء الله تعالى وأن الدار الآخرة لهم دون غيرهم ، والذم بأنهم أحرص النّاس على الحياة الدنيا.
التفسير
قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ). البينات جمع بيّنة ، وهي الدليل الواضح. والمراد بها الدلائل الواضحة والبراهين الظاهرة ، وهي إما