الدواعي وجداني عند المستعملين وتعدد الوضع والمستعمل فيه يحتاج إلى دليل وهو مفقود بل الأصل ينفيه.
إن قيل : إن باب المجاز واسع وكلما زيد في الكلام مجازاته واستعاراته يزاد في حسنه (يقال) : إن رجع ذلك إلى ما قلناه فهو حسن ، وإن رجع إلى ما اشتهر بينهم من ملاحظة ما اعتبروه في المحاورات والاستعارات فالأصل والوجدان ينفيان ذلك كله ، وقد فصلنا القول في علم الأصول فراجع هناك.
(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨) وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (٩٩) أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠٠) وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١))
تبين هذه الآيات المباركة جملة أخرى من المساوئ الاعتقادية والأخلاقية لهم كعداوتهم للملائكة والرسل بلا سبب معقول لذلك بل بمجرد الأوهام الفاسدة ثم بيان عنايته تبارك وتعالى للنّاس ، وأنه لا يكون عدوا إلّا للكافرين الذين يستحقون تلك العداوة باختيارهم.
التفسير
قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ). العدو ضد الصديق. وجبرئيل اسم أعجمي ليس من الألفاظ العربية ، ولذا كثرت فيه اللغات ـ كما في غيره من الألفاظ غير العربية التي تكثر فيها اللهجات ـ حتّى أنهاها بعضهم إلى ثلاث عشرة لغة.
بيّن سبحانه وتعالى ذميمة أخرى من ذمائم أخلاقهم فقد افتروا على