نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) رابعة فمن نبذ واحدا منها فقد نبذ الجميع ، فالكل مصدّق للكل ، والجميع شريعة واحدة.
قوله تعالى : (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ). نبذ الشيء وراء الظهر كناية عن ترك العمل به وكفرهم به. والمراد بكتاب الله مطلقه الأعم من التوراة والإنجيل والقرآن.
قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ). تنزيل لعلمهم منزلة الجاهل المقصّر في العصيان واستحقاق العقاب ، وفيه من المبالغة في الترك والإهمال ، ما لا يخفى. يعني أنكم مع علمكم بأنه الحق فقد نبذتموه وراء ظهوركم فلم تحرّموا حرامه ولم تحللوا حلاله ، فصار الجحود أشد ، والعقاب أكثر.
بحث روائي :
القمي في قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ) : «إنما نزلت في اليهود الذين قالوا لرسول الله (صلىاللهعليهوآله) : إنّ لنا في الملائكة أصدقاء وأعداء فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) من صديقكم ، ومن عدوكم؟ فقالوا : جبرئيل عدونا ، لأنه يأتي بالعذاب ولو كان الذي ينزل عليك القرآن ميكائيل لآمنّا بك ، فإن ميكائيل صديقنا ، وجبريل ملك الفضاضة والعذاب ، وميكائيل ملك الرحمة».
أقول : رواه الفريقان ، وفي الدر المنثور قريب من ذلك.
وفي المجمع في الآية أيضا قال ابن عباس : «كان سبب نزول الآية ما روي أن ابن صوريا وجماعة من يهود أهل فدك لما قدم النبي (صلىاللهعليهوآله) المدينة سألوه ، فقالوا : يا محمد كيف نومك؟ فقد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان ، فقال (صلىاللهعليهوآله) : تنام عيناي وقلبي يقظان ، قالوا : صدقت يا محمد ، فأخبرنا عن الولد يكون من الرجل أو المرأة؟ فقال (صلىاللهعليهوآله) : أما العظام والعصب والعروق فمن الرجل ، وأما اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة. قالوا : صدقت يا